معرِضُ الشهيد الصمّــاد يثيرُ الجدلَ في وسائل الإعلام الدولية العربية والغربية
المسيرة| خاص
شهدت الساحةُ الإعلامية والسياسية العربية والدولية والغربية جدلاً واسعاً عقبَ إزاحة الستار عن جديد الأسلحة اليمنية المصنعة محلياً خلال افتتاح المشير مهدي المشار رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن وعدد من قيادات الدولة معرِض الشهيد الرئيس صالح الصمَّــاد للصناعات العسكرية، الأسبوع الماضي، والذي احتوى على طائرات مسيرة وصواريخ باليستية ومجنّحة تمت تجربتها في عمق أراضي العدو.
وتداولت وسائل الإعلام الدولية الغربية والعربية الأسبوع الفائت خبرَ الأسلحة اليمنية المصنَّعة محلياً، متطرقة إلى التطور الكبير والملحوظ في القدرات العسكرية اليمنية التي ستغير الموازين في مسار العمليات العسكرية التي يخوضها الشعب اليمني ضد تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
وسائلُ الإعلام الدولية وخاصة المهتمة بالجانب العسكري من المجلات الأوروبية والأمريكية أشادت بمستوى التطور الملحوظ في قوة الردع اليمنية التي تحولت من الدفاع إلى الهجوم، من خلال تصنيع معدات عسكرية متطورة تكنولوجيا استطاعت أن تخترق المنظومات الدفاعية الأمريكية في عمق أراضي دول العدوان.
واعتبرت وسائل الإعلام الدولية، أن الدقة في استخدام الأسلحة وتحقيقها أهدافها يعد تغييراً في المعادلة العسكرية عقب انتقالها إلى عمق أراضي العدو، مشيدة بالصواريخ البالستية عالية الدقة والتي كشفت خلال استهدافها مناطق استراتيجية في عمق العدو خلل منظومات الباتريوت والثاد الأمريكيتين.
الخطرُ الذي لا تعرفُه السعودية والإمارات عن الطائرات المسيّرة اليمنية:
وبشأن المعرِض وردود الأفعال الخارجية، صحيفة وول ستريت جورنال” الأمريكية أوردت تقريراً لها بعنوان “ترسانة الطائرات المسيرة للحوثيين أخطر مما تعترف به السعودية والإمارات”، إلى تزايد الخطر الذي تشكله ترسانة الطائرات المسيّرة للجيش واللجان الشعبية على السعودية والإمارات.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين قولهم: إن الهجمات التي تشنها قوات الجيش واللجان “بطائراتها المسيّرة ضد خصومها، أكثر دقة وأبعد مسافةً مما تقر بها رسمياً دول التحالف والولايات المتحدة”.
وذكرت الصحيفةُ قولَ مسؤول تنفيذي في شركة “أرامكو” السعودية الحكومية ومسؤول خليجي آخر تحدَّثا للصحيفة، “أن طائرةً مسيَّرةً يمنية استهدفت، في يوليو الماضي، مصفاة تابعةً للشركة قرب العاصمة الرياض، وألحقت أضراراً مادية محدودة بها، رغم نفي حكومة المملكة رسمياً وقوع الهجوم”، مضيفةً “وفي الشهر نفسه، خرقت طائرة مسيرة أُخْـــرَى أجواء الإمارات وقصفت مطار دبي الدولي، ما ألحق ضرراً بشاحنة وأسفر عن تأجيل بعض الرحلات، حسب مصادر مطلعة”.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها: “سرعان ما انتقل اليمنيون من استخدام طائرات مسيّرة صغيرة الحجم إلى تطوير نسخة أكبر بشكل طائرة تصنفها الأمم المتحدة بـ “المركبة الجوية غير المأهولة” أَو “UAV-X”، وهي قادرة على قطع مسافة تتجاوز 1400 كلم، ما يضع عاصمتَي السعودية والإمارات في مرمى نيرانها”، متابعةً “واستخدمت هذه الطائرة لأول مرة لاغتيال مسؤولين في التحالف، في يناير الماضي، إذ هاجم الحوثيون بواسطتها عرضا عسكريا في قاعدة العند باليمن، ما أودى بأرواح العديد من الأشخاص منهم قادة رفيعي المستوى”.
مزاعمُ تحالف العدوان عن حقيقة تصنيع الطائرات والصواريخ تفنّدها الحقائق:
وفي السياق، أوردت مجلة جينس الأمريكية لأخبار الدفاع والصناعات العسكرية تقريراً الثلاثاء الفائت، عن معرِض الصمَّــاد للصناعات العسكرية، متطرقةً إلى أن الصاروخ الذي ضرب مطار أبها ليس إيرانياً، ولكن صناعة يمنية، كاشفة أنها تواصلت مع شركة تشيكية ونفت بأنها صدرت أَي نوع من الصواريخ إلى طهران.
وقالت المجلة: إن السعوديةَ تعرضت في الأشهر الأخيرة، لهجماتٍ صاروخية من نوع كروز يمنية الصنع أطلقت من الأرض وقد يكون استخدمت كذلك لمهاجمة مطار أبها الدولي في 12 يونيو.
وأشارت إلى تصريحات ناطق العدوان تركي المالكي الذي صرّح سابقاً بأن الصاروخ المجنح الذي ضرب مطار أبها أطلق عليه اسم “يا علي”، لافتةً إلى أن الصاروخ قدس الذي عرضه الجيشُ واللجان بدا مختلفًا تمامًا عن صاروخ يا علي الذي زعم المالكي بانه إيراني الصنع، موضحة أن أبرز الاختلافات في أن محركه كان مثبتًا على رأس الصاروخ، بدلاً عن داخله مع مدخل هواء أدناه.
وأضافت المجلة، أن الصاروخَ قدس يحتوي على معزّز أصغر ويعمل بالوقود الصلب وأجنحة وزعانف ذات أشكال مختلفة، موضحة أن الزعانف تشبهُ تلك التي عثر عليها من الصاروخ الذي ضرب مطار أبها والتي أظهرها العقيد المالكي خلال مؤتمره الصحفي في 24 يونيو.
وفنّدت مجلةُ جين، مزاعمَ المالكي بأن الصاروخ كروز هو من نوع TJ100 من المحركات التوربينية التي صنعتها مجموعة PBS في جمهورية التشيك، مشيرة إلى أن صاروخ كروز قدس لديه محرك يشبه TJ100 ولكن يمكن أن يكون نسخة منه، كاشفة أنها تواصلت مع مجموعة PBS التي قالت إنها لم تصدر أبدًا محركات لإيران أَو إلى حلفائها وستتعاون مع أَي تحقيق.
القدراتُ العسكريةُ اليمنية ستغيّر مسارَ المعادلة العسكرية ضد تحالف العدوان:
من جانبها، سلّطت صحيفةُ الجيش البلغاري، الثلاثاء الفائت، الضوءَ على معرِض الصمَّــاد للصناعات العسكرية، متطرقة إلى أن الجيش اليمني أنتجوا صواريخَ مجنّحة باليستية جديدة وطائرات بدون طيار.
وقالت الصحيفة: إن الجيش اليمني أعلن إنتاج صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار مصنعة محليا لاستخدامها في هجمات ضد أهداف سعودية، مشيرة في تقريرها إلى قيام الرئيس مهدي المشّاط بافتتاح المعرِض.
واعتبرت الصحيفة، أن الأسلحة الجديدة ستعزز القدرات العسكرية اليمنية وستغير مسار المعركة ضد دول العدوان، موردة أسماء الأسلحة اليمنية، ومتطرقة إلى تصريحات المتحدث العسكري باسم الجيش قبل عدة أيام من افتتاح المعرِض الذي قال: “إن صاروخًا جديدًا وطائرات بدون طيار ستُستخدم قريبًا في العمليات العسكرية”.
وكانت صحيفة ميدل ايست مونيتور، نشرت خبرا مقتضبا الثلاثاء الفائت، عن معرِض الشهيد الصمَّــاد للصناعات العسكرية الذي افتتح في صنعاء، معنونةً ذلك بـ “اليمنيون يصنعون صواريخ باليستية جديدة وطائرات بدون طيار”.
وقالت الصحيفة: إن الأخ مهدي المشّاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى افتتح معرِضًا للصناعات العسكرية اليمنية، شمل صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار وطائرات بدون طيار جديدة صنعت في البلاد.
وتطرقت الصحيفة، إلى أنواع الأسلحة التي تم الكشف عنها في المعرِض، مبينة أن الأسلحة اليمنية الجديدة التي يطلق عليها صاروخ القدس المجنح بالقدس 1 وصمَّــاد 3 بدون طيار وقاصف 2k بدون طيار وصمَّــاد 1 استطلاع بدون طيار، ستعمل على تعزيز القدرات العسكرية اليمنية وتغيير مسار المعركة ضد دول العدوان.
وأبدت الصحيفة اهتماماً بتصريحات متحدث الجيش واللجان، موضحة أنه قد قال قبل أيام إن صاروخًا جديدًا وطائرات بدون طيار ستُستخدم قريبًا في العمليات العسكرية للمجموعة.
النتيجةُ التي جهلتها السعوديةُ والإمارات وتحالف العدوان.. التداعيات المؤكّــدة
وعلى صعيد وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية العربية، أكّــدت مواقعُ “عربي بوست” و”الدفاع العربي”، و”الشبكة العربية”، و”الميادين”، و”العالم”، و”رأي اليوم”، وعديدُ المواقع الخليجية الإخبارية، أن النظام السعودي “لم يكن يتصور حين اتخذ قرارَ تشكيل تحالف لشن الحرب على اليمن أن الأمورَ ستصلُ للنقطةِ التي وصلت إليها، مع بدء انسحاب الحليف الأبرز وتحول من أسمتهم “الحوثيين” إلى مهاجمة الأراضي السعودية بأسلحة متطورة”، متسائلةً: “كيف سيكون تأثيرها على السعودية ومسار الحرب التي تسببت في أسوأ كارثة بشرية حتى الآن”.
واستعرضت المواقعُ في مجمل تقاريرها المطولة المحطات الاستراتيجية التي ضربت فيها قوات الجيش واللجان الشعبية ووحداتها المتنوعة الأهدافَ الحيوية والاستراتيجية في العمق السعودي والعمق الإماراتي، مشيرةً إلى أن افتتاح معرِض الرئيس الشهيد الصمَّــاد العسكري يعتبر تهديداً جديداً لدول تحالف العدوان سيما السعودية والإمارات القطبان الأبرز في هذا التحالف العدواني.
وأكّــدت المواقعُ الإخبارية العربية خاصةً الدولية منها أن من أسمتهم بالحوثيين قد يفرضون استراتيجيتَهم الخاصة في حال استمر التطوير والتصنيع العسكري، فيما استعرضت عديد التقارير الفترات الزمنية التي كشف خلالها بتسلسل، جديدَ الصناعات العسكرية اليمنية التي حوّلت مسار الحرب وعززت من الخيارات الاستراتيجية للجيش واللجان الشعبية.
يُشارُ إلى أن العديدَ المواقع الإخبارية الغربية تداولت الأسبوعَ الفائتَ خبرَ الأسلحة اليمنية المصنعة محلياً والذي تم الكشف عنها ضمن معرِض الشهيد الرئيس صالح الصمَّــاد للصناعات العسكرية، متناولة العديد من الزوايا التحليلية للمرحلة القادمة في ظل التطور المتسارع للقدرات العسكرية اليمنية.