شرعية السرق واللعب بالورق .. بقلم/ بلقيس علي السلطان
ليس بمستغرَبٍ على مرتادي البارات والديسكو الحلال والمحترفين للعب القمار، أن يجعلوا من اللعب الأوراق (العُملة) حيلةً قذرةً لتدمير شعبهم ودق المسامير في نعش اتّفاقية السويد الموءودة بأيدي من اتفقوا على إنجابها ومحاولة أنصار الله إنقاذها من أجل إنقاذ شعب بأكمله.
نعم إنها شرعيةُ اللصوص، الذين شرعنوا عدواناً وتحالفاً جائراً باسم الشرعية، وتسميتهم بالسرق ليست سباً ولا إجحافاً بحقهم فماذا نسمّي من باعوا ثرواتهم وموانئهم، بل باعوا وطناً بأكمله، والأنكى من ذلك باعوا شرفَهم وكرامتَهم بثمن بخس لا يساوي أوطانهم، بل يساوي ثمنَ فعلتهم هم، أما الأوطان فليس لها ثمن يضاهى أو يستطيع أحد دفعه.
لقد كانت مبادرةُ المجلس السياسي الأعلى بفتح حساب للبنك المركزي بالحديدة وتجميع عائدات موانئ الحديدة والصليف، ورأس عيسى من أجل تنفيذ اتّفاقية السويد وإنقاذ ما يستطاع إنقاذه من جسد الاقتصاد المغتال، ومحاولة تحييد الاقتصاد، والنأي به بعيداً عن ساحة الصراع، وجعل قوت المواطن بَعيداً عن كُــلّ ذلك، ولكن هيهاتَ أن يقتنعَ المرتهنون وبائعو الأوطان بذلك، فما إن تبزغ مبادرةٌ لإحياء الاقتصاد وانعاشه، حتى يبدأ لاعبو الأوراق باحتساء كأس الغدر ورص الأوراق النقدية على طاولة التعامل النقدي للقضاء على الاقتصاد وطعن خاصرته مجدداً لكي لا يستطيع النهوض، والقضاء على من لم تقتله صواريخُ العدوان بقتله جوعاً وحصاراً وتدمير كُــلّ السبل المؤدية لإنقاذه.
لقد جعل أولئك من الاقتصاد ألعوبتَهم ووسيلتهم التي يلجؤون إليها عندما يتلقون صفعة توقظهم من غفلتهم بأن من كانوا يظنون لحومَهم سهلةً ومستساغة، أصبحت لحومُهم مُرَّةً وصعبةَ المنال، فمن أُلعوبة معياد بكاك بنك إلى ألعوبة الجلاد بضخ العُملة النقدية بكميات جنونية، ظانين أنهم بفعلتهم يصنعون انتصارات وهمية تنسي الشعب فرحتهم بمبادرة المجلس السياسي، وكذلك افتتاح معرض الشهيد الصمَّــاد.
ويبقى الدورُ المعولُ عليه من كُــلّ ذلك هو دور المواطنين ووعيهم، وعدم التعامل بتلكم الأوراق التي وصلت ليده من أجل القضاء المبرم عليه، فوعي المواطنين بخطورة ذلك سيقلل من الآثار الكارثية التي ستعود من وراء تداولها.
ونقول لأولئك المتلاعبين بالأوراق: لا تفرحوا كَثيراً برَصِّ الأوراق، فقد تتفاجأون ببروز أوراقٍ تخرجكم تَمَاماً من طاولة الحياة، ولن نقولَ طاولة اللعب؛ لأَنَّ دماء الشعب وأقواتهم ليست للعب، فالحذر الحذر من التلاعب بها، فمكركم إلى بوار، وخططكم مصيرها الخُسران والدمار، واللهُ وليُّ المتقين، وناصر المستضعفين، وقاصم الجبارين ولا عدوان إلا على الظالمين.