أين أنت من كُـــلّ هذا؟! بقلم/ أمل المطهر
يا هذا نعم إياك أعني يا من جعلت من نفسك جسراً ليعبر عليه الغزاة إلى أرضك..
وصرت خادماً مهانا تقاتل لأجلهم وفي سبيل تحقيق أطماعهم فردة حذاء ترمى متى ما أصبحت عديمة النفع للقدم.
لا تنفعل يا عزيزي فليس لديّ وصف أفضل من هذا لأصفك به.
تعال معي في جولة قصيرة لأريك موقعك ومكانك من كُـــلّ ما يجري ولترى بعين الحكم أين تقف أنت ومن هم على شاكلتك وأين يقف بقية أبناء الوطن الأحرار الشرفاء.
هل ترى هناك ذلك الموكب الاخضر المهيب الذي أمامنا؟
ذلك موكب لأحد الشهداء العظماء الذين واجهوكم أنتم وَأسيادكم بكل بسالة وشجاعة.
قاتلكم وهو يحمل سلاحا إيمانه بربه وثقته المطلقة بقضيته العادلة واجهكم وهو رافع الرأس شامخ شموخ جبال وطنه يذود عن الدين والعرض والأرض.
بروحه قاتل وهو يرفع راية وطنه عالياً وكان بجواره في المترس جاره وصديقه كلهم أبناء وطنه وجلدته لن تجد أَي غريب أَو متطفل أَو أجنبي بجانبه كما هو حالك تراك تقف في المعركة بجانبك السوداني والجنجويدي ومن كُـــلّ شذاذ الآفاق ناهيك عن من يقفون خلفك ليقدموك كبش فداء للأمريكي والسعوديّ والإماراتي وهم يوجهونك، حَــيْــثُ أرادوا ومتى ما شاءوا كدمية رخيصة وحينما تريد التراجع يقتلونك كجرذ رخيص ويرمون بجثتك لكلاب الصحراء.
لا تغضب فَإنَّا وأنت والجميع يعلم حقيقة كلما قلته لك.
تعال الآن معي أنظر إلى ذلك الطفل الذي بجوار التابوت نعم ذلك هو أبن الشهيد أترى ذلك الشموخ الذي يعتريه تأمل في نظراته التي يملأها الاعتزاز بوالده البطل عيناه تشعان كرامة وافتخار وتحدياً.
وذاك والد الشهيد الشامخ كالجبل ينظر إلى الجميع معتزا بتضحيات ولده وبطولاته وَأولئك أهله وأقاربه وجيرانه تأمل لهم دقق في خطواتهم الثابتة المهيبة وهم يسيرون بجواره أستمع لهم وهم يجدّدون عهود الوفاء ويذكرون بطولات الشهيد ويسألون الله أن يوفقهم لما وفقه من الفوز العظيم.
ها هم الآن يتسابقون ليسلموا على أسرة الشهيد كُـــلّ واحد في ذلك الموكب يفتخر ويحكي للجميع أنه في يوم ما كان يعرف ذاك البطل ويفتخر بذلك كثيراً.
هل أنت منذهل مما رأيت هل تملكتك الغيرة منهم أَو سادك شعور الحنق على حالك؟!!!
لا تتعجل تعال لنلقي نظرة على منزل الشهيد لترى كم جنيت على أهلك وذويك وما مدى خسارتك ومدى ما عرضتهم له من خزي وذل وقهر.
ها هي ذي والدة الشهيد الصابرة المؤمنة تستقبل المهنئون لها بارتقاء ولدها شهيدا ونيلها لقب والدة الشهيد أنظر إلى ابتسامة الرضا المرتسمة على وجهها لسانها ينطق حمدا لله على هذا الاصطفاء..، تستقبل ضيوفها وهي شامخة الجبين تحكي لهم عن موقعة استشهاد ابنها تروي لهم عن بطولاته ومواقفه وحركاته وسكناته يا إلهي ما أعظم هذه المواقف وأجلها اجواء تفوح منها رائحة الكرامة الممزوجة بعطر الشهادة.
أما تلك فزوجته تراها قوية رغم وجع الفراق ألا أن فخرها واعتزازها بزوجها البطل ونظرة الناس إليها بالتوقير والاحترام خففت عنها الكثير الكثير وهذه أخته الكل يعلو وجوههن الفخر والرضا بأن شرفهم الله ليكون أحد أفراد اسرتهم شهيد.
تلك هي صورة الشهيد تعلو جدران منزلهم لتزيده هيبة ونورا وهم يصطفون تحتها.
أين موقعك يا ترى من كُـــلّ هذا؟!!!
أين هم أهلك وذويك من كُـــلّ هذا السمو والعزة؟!!!
هل وجدت أبنك ووالدك ووالدتك وزوجتك وأخوتك بين كُـــلّ ذلك تلك المواقف العظيمة؟!!!
أين أنت هل وجدت نفسك بين تلك المواقف العظيمة؟!!!
لن تجد شيئا مما يخصك ومما ينتج منك وعنك هنا أبداً.
فوطنك ومجتمعك وشارعك وحارتك لا يستسيغون وقع أقدام الخونة على ترابهم ولا يستمعون لحكاياهم المزيفة.
هم يعشقون الأبطال ويرفعون رايات الأحرار ويتبعون أصوات الأولياء ويقدسون دماء الشهداء ويعتنون بجراحات الجرحى
فأين أنت أين من كُـــلّ هذا السمو والعزة؟!!!
لن تجد نفسك هنا أبداً مهما حاولت البحث.
فلتنظر إلى كُـــلّ ما فوته على نفسك من عزة وكرامة ورفعة.
ها هو وطنك الآن يصنع تأريخ الأُمَــم القادمة بأسرها ويخوض معركة الخلاص من قوى الاستكبار العالمي عوضا عن شعوب العالم بأسره.
ها هم أبناء وطنك يصنعون الصواريخ والطائرات المسيرة ويرسمون مستقبلاً جديداً واعداً بالخير لليمن الجديد الحر.
فلتفتح عينيك جيداً لتشاهد أسيادك ومن بعت نفسك لهم كيف يصرخون ويتوسلون ويبحثون عمن يخلصهم من بأس هجماتنا وتسديد ضرباتنا
ها هم قادة الدول العظمى يقفون في حيرة من أمرهم أمام صمود الشعب اليمني واستبسال وأبداع المقاتل اليمني في كُـــلّ المجالات
هل ترى لك مكان بين كُـــلّ هذا انت غير موجود من الأساس فلن تجد نفسك ولن تلمس لك أَي ذكر لاهنا بين أبناء وطنك ولا هناك عند أسيادك الذين لا يعترفون بإنْسَــانيتك ووجودك من الأساس.
ما رأيك في هذه الجولة القصيرة السريعة؟
هل ما زلت تعتقد إلى الآن أنك اخترت الطريقَ الصحيحَ الذي سيرتفع به شأنك ويعلو به صيتك؟!!!
سيتوقف العدوان يوماً ما وسنحتفل جَميعاً ونقف صفاً واحداً مع أبناء الشهداء وابائهم وأمهاتهم ونحمل صورهم سنحتفل بالنصر جميعنا الجرحى والمجاهدون والمزارعون والمصنعون وكل من شارك في صناعة النصر وواجه العدوان بأية طريقة متاحة.
أما أنت فستكون حينها في مهب العاصفة لا وطن يحتضنك ولا أهل يعترفون بك ولا أسياد سيلملمون شتاتك ضائع في الأحوال فعد إلى رشدك وضع بصمتك في ساحة الأحرار لتكون عزيزا كريما مصان العرض والأرض في وطنك.