دخولُ الأمريكيين إلى اليمن هو بداية
إعداد/ صالح مصلح
أدرك السيدُ حسين بدر الدين الحوثي منذ وقت مبكر خطورةَ السكوت عن المُخَطّـطات والمؤامرات الصهيوأمريكية على الأُمَّـــة الإسْــلَامية والرسالة المحمدية، بقيادة الأمريكيين واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي بدت فيه الأنظمة العربية والإسْــلَامية عاجزةً عن القيام بأي عمل للتصدي لتلك الهجمة التي لا زالت مستمرة حتى اليوم، انطلق الشهيد القائد -رِضْـــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- ليتحَــرّك في أوساط المجتمع اليمني محذراً من خطورة الصمت والقعود أمام هذه الأخطار، بعد أن ثبت له عجز النظام وعمالته للأمريكيين.
وإذا ما عُدنا إلى المحاضرات التي كان يلقيها -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- خلال تحَــرّكه لمواجهة تلك الأخطار والهجمة الخبيثة، سنجد كيف أنه سعى منذ وقت مبكر في تحصين المجتمع والشعب اليمني واستنهاضه لمواجهة تلك الأخطار والمؤامرات الصهيوأمريكية، وكيف أنه دائماً ما كان يحرص على طرح التبريرات التي يضعها الأمريكيون والأنظمة العملية للتغطية على تحَــرّكاتهم، ليقوم بعد ذلك بتفنيدها الواحد تلوَ الآخر، محذراً من خطورة التقاعس والقعود عن مواجهة تلك المُخَطّـطات، وما يترتب عليها من عواقبَ وخيمة.
ولأن تلك المحاضرات مستوحاة من القُــرْآن الكريم فيما يحتويه من هدي وأوامر وتوجيهات للمسلمين، نورد لكم جزءاً من محاضرته “الإرهاب والسلام”، والتي ألقاها -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- بتأريخ: 8/ 3/2002م، بالمتزامنة مع انتشار الأخبار عن دخول الأمريكيين إلى اليمن، ولنتعرف أكثر على أسلوب الشهيد القائد في توعية الناس وإيقاظهم، لتحمل المسؤولية الملقاة على عواتقهم من قبل الله -سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى-، فضلاً عن الإجابة على تساؤلاتهم، وتعريفهم بما يجب عليهم القيام به من أعمال في مواجهة تلك المُخَطّـطات والمؤامرات التي ما تزال مستمرة إلى يومنا هذا.
حيث أكّد -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- في بداية محاضرته “الإرهاب والسلام” على أهميّة أن يأخذ الناس الدروس والعبر من الأحداث وهي ما تزال في بدايتها، بقوله: “نحن علينا أن نأخذ الدروس ونحن في بداية الأحداث، لا يجوز بحال أن نسكت ونحن نسمع أن الأمريكيين يدخلون إلى اليمن. لماذا جاءوا؟. وماذا يريدون أن يعملوا؟”
وَأَضَافَ “نحن أيضاً من نردّد كلمات التبرير لدخولهم فنقول: [إنما جاءوا ليدربوا الجيش اليمني]” متسائلاً “هل أن اليمن تحول إلى دولة، وتحول إلى بناء جيش من هذه السنة؟ أم أن لديه جيش تكون منذ سنين، وتدرب الكثير منه في بلدان أخرى، ولديه هنا مراكز للتدريب؟!. هل الجيش اليمني بحاجة إلى الأمريكيين أن يأتوا ليتدربوا؟. ومن أجل ماذا يتدربون لمواجهة من؟”.
وتابع “الرئيس يقول: [هناك فقط ثلاثة إرهابيين ادّعى الأمريكيون أنهم في اليمن ثلاثة إرهابيين]. هل مواجهة ثلاثة إرهابيين تحتاج إلى كتائب من الجيش الأمريكي وخبراء أمريكيين يدخلون اليمن؟!!. وهل ثلاثة إرهابيين في اليمن – كما يقولون – تحتاج إلى أن ترسو السفن الحربية في سواحل اليمن أم أن هناك نوايا أخرى؟!”.
وَأَشَارَ -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- إلى أن الاستمرار في تداول الناس وتناقلهم لتلك التبريرات، لا يختلفون عمن اتخذوا قرارَ الصمت والجمود، حيث قال: “ونحن – لأننا قد اتخذنا قرار الصمت والجمود وإغماض الأعين – من ستسكتنا، من سترضينا، من سنتشبث بكلمة مثل هذه”. مؤكّداً أن تلك التبريرات “لا يمكن أن تكونَ واقعيةً”.
وَأَضَافَ “ثلاثة إرهابيين في اليمن نحتاج إلى جيش أمريكي يأتي ليدرب الجيش اليمني على مواجهة ثلاثة إرهابيين!!. ألم يدخل اليمن في حرب عام 1994م حرب الشمال والجنوب ألم تكن حرباً شديدة هل احتاج اليمنيون للأمريكيين أن يدرّبوهم؟. لم نحتج إلى ذلك”.
مجدداً تأكيدَه بـ “إن دخول الأمريكيين إلى اليمن هو بداية شر، يريدون أن يعملوا قواعد في هذا البلد وإذا ما عملوا قواعد في هذا البلد فإنه سيكون قرار البلد بأيديهم أكثر مما هو حاصل الآن، سيحكمك الأمريكيون مباشرةً، يؤتون الملك هنا من يشاءون وينزعونه ممن يشاءون – إن صح التعبير –، يسيّرون الأمور في اليمن كما يشاءون.