الآثارُ المترتبةُ على كتمان العلماء للحق
أكّد الشهيدُ القائدُ -رِضْـــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- أن العقابَ الشديدَ الذي سينالُه مَن يكتمون الحَـقّ، حيث سيلعنهم الله، ويلعنهم اللاعنون، هو نتيجة للآثار السيئة التي تحدث نتيجة للكتمان هذا، كالآتي:ــ
الأثر الأول:ـ
يقدمون للناس ثقافةً مغلوطة يبرّرون بها قعودهم:ـ حيث قال: [أي لا تتوقع في مسألة كتم الحَـقّ أنه فقط جانب يكتم وفقط إنه سيقدم شيئاً آخر سيقدم باطلاً ويقدم ضلالاً مقابل الحَـقّ الذي كتمه لا يكونون ساكتين فقط، أنت عندما تقعد وأنت عالم ولا تريد أن تتحَــرّك في سبيل الله هل تظن بأنك ستسكت وتجلس؟. لا..]، وَأَضَافَ أَيْضاً قائلاً: [فتقعد وفي المقابل تقدم أشياء تكون في الصورة مبرّرا لقعودك وسكوتك عما يجب أن تقوله، ألست هنا أنت ستقدم أشياء تصبغها بصبغة شرعية ودينية؟ تقول: [أساساً ما قد وجب، ما هو يلزمنا وإلا لما قصرنا، مستعدين أَو ما الناس راضين يتحَــرّكوا ولا الناس راضين يسمعوا والناس كذا…] يرد اللوم على الناس: [والناس.. والناس هم كذا.. !] تعود من عنده وقد عندك نظرة سيئة للناس وقد عندك مفاهيم مغلوطة بالنسبة للبشر وبالنسبة للحياة هذه [وانظروا كيف علي بن أبي طالب قام وقتل والإمام الحسن قام وقتلوه والحسين قام وقتلوه وزيد قام وقتل والدنيا هكذا لا يصلح فيها شيء والناس سيتعبون فقط بدون فائدة والحق ضعيف وأهل الحَـقّ لا ينتصرون وهم هكذا ضعاف..] وتذهب من عنده وقد أنت محطم، أَو بخطبة معينة تكون على هذا النحو. ويكون هو يكتم وفي نفس الوقت ينـزل أشياء باطلة؛ لهذا يجعل الناس ضحية يجعلهم ضحية فعلاً].
الأثر الثاني:ــ
يوصلون الناسَ وأنفسَهم إلى الذل و المهانة في الدنيا، وجهنم في الآخرة:ـ بسبب كتمانهم للحق، تخاذل الناس، وابتعدوا عن كتاب الله، فأصبحوا تحت أقدام اليهود والنصارى، حيث قال: [ولأن من يمكن أن يبين الحَـقّ للناس هم من يحملون العلم، أصبحت قضية كتم الحَـقّ كبيرة من الكبائر الخطيرة جداً على صاحبها {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ}هذه القضية خطيرة {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} كُــلّ من يلعن عدوا لله كُــلّ من يلعن إنْسَــاناً شريرًا كُــلّ من يلعن الخبثاء يكون هو محطاً لهذه اللعنة، ثم قد تصل المسألة فعلاً إلى لعن حقيقي عندما يجد الناس بأن أُولئك أضاعوهم عند ما يجد الناس بأن أُولئك لم يعلموهم لم يكلموهم لم يبينوا لهم لم يحركوهم لم يقودوهم لم يوجّهوهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من حالة شديدة].
كيف يكونُ ردُّ العالِم المتخاذل عندما تسأله عن وجوب الجهاد؟:ـ
وَأَشَارَ الشهيدُ القائدُ -رِضْـــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- أن العلماءَ الذين يكتمون الحَـقَّ عندما يسألهم الإنْسَــان عن وجوب الجهاد في ظل هذا الاستعمار الصليبي على البلاد الإسْــلَامية، وفي ظل التدخلات الأمريكية في بلادنا، يكون جواب هذا العالِم كمن يكتم الحَـقّ، حيث قال: [لاحظوا المسؤولية في القضية هذه: أن الواجب بالنسبة لمن لديه معرفة بالبينات العلماء الذين لديهم معرفة بالبينات والهدى هو: أن يبينوها هي للناس، لا تأتي تسأله ويأتي يقدم لك مجبر طويل عريض من نفسه هو فيكون في الواقع يطلَّع لك مشاعر ضعفه ورؤاه الخاطئة والمغلوطة عن الواقع تأتي إلى عنده فيقول: [نحن ضعاف ولا بأيدينا شيء والدنيا غير جيدة والناس قد هم غير جيدين وهؤلاء بعد الكبار ولا معنا شيء والإنْسَــان يحاول في الفتنة يكون ينام فالمؤمن نئومة أَو (كابن اللبون)] وهو لا يدري إذا صحت هذه العبارة عن الإمام علي كيف كان موردها وأمام من يقولها، إذاً هذا في الحالة هذه لا يبين لك البينات يبين لك حالته].