مواقعُ التواصل الاجتماعي.. شريكٌ رئيسي في العدوان على اليمن.. (1) بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
تحالُفُ العدوان والحرب على اليمن لا يقتصرُ على دول التحالف السعودي والجيوش والإرهابيين والمرتزِقة الميدانيين الذي حشدتهم السعوديةُ والإمارات وأمريكا وبريطانيا + (إسرائيل)، بل هناك تحالفٌ خفيٌّ لقوى شركات ومؤسسات إعلامية عالمية تعرف بـ(مواقع التواصل الاجتماعي – فيسبوك – تويتر – قوقل)، هذه المواقع هي أيضاً دولٌ شريكةٌ وَشاركت وتشارك بشكل رسمي وعلني في العدوان والغزو والاحتلال والحصار والتجويع لليمن، وهي اليومَ أشدُّ خطراً من كُلّ التحالفات العسكريّة..
خطرُ حرب مواقع التواصل الاجتماعي على اليمن سببُه ممارستُها لسلطة إخفاء جرائم تحالف قوى العدوان السعودي، وإلغاء صفحات ورأي وصوت أنين الشعب اليمني، ورفع صوت المعتدين والمجرمين، هذه المواقع تمتلك قوة ناعمة قد لا يعيها البعض، ويحسبها منشورات تافهة وسطحية أَو مليئة بالمزايدات والنزاعات، نعم هذه هي جيوش مواقع التواصل الاجتماعي، تحشو عقل المتابع والمتلقي بالهراء، وهذا يدخل ضمن ما يسمى بسياسة الإلهاء، القليل جداً يعرف ويحلل ويستنبط ماهية حشو وهُراء منشورات مواقع التواصل الاجتماعي..
وهذا يحتمُّ علينا أولاً التساؤلَ لكشف مشاركة هذه المواقع بالحرب على اليمن، علينا أن نسألَ من جعل الحقيقة لا يعرفها إلا الأقلية فقط رغم وضوحها وَبديهيتها..؟!! ومن جعل الأفكار التضليلية والمؤامراتية الموغلة في التزييف، تشيع وَيؤمنُ بها الأغلبية؟!! من يجعل من العدو الضعيف والهزيل وحشاً كاسراً لا يقدر عليه أحد، ويجعل من أصحاب الحق دعاة باطل، ويجعل من الأشرار والمجرمين دعاةَ خير وصلاح، ويصوّر الخونة والعملاء والمرتزِقة وطنيين ومقاومةً وأحراراً..؟!!
علينا أن نعيَ بأن زيادةَ الوعي يجعل المضللين والتضليل يزيد من براعته وَأدوات التضليل أَكْثَــر تطوراً من أدوات الوعي، حتى لو قلنا بأن الكثيرَ باتوا يعرفون أن هناك تضليلاً، فلن يستطيعوا فك هذا الكم المهول من طلاسم التزييف والمغالطات المحبوكة الذي يصل لدرجة المنطقية، والتي تضخ يومياً في عقول المتلقيين في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر جيوش من إعلاميين وسياسيين وكُتاب موثوقين وَمشاهير يتم استخدام شهرتهم وجماهيريتهم لترويج الكذب والخداع على المتابعين..
يتضخم عدوانُ مواقع التواصل الاجتماعي على اليمن والسبب هو وجود معايير وموجهات وضوابط لدى قيادات القوى السياسية اليمنية المواجهة للعدوان تحكم مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبح هذه المواقع بالنسبة لهذه القيادات مجرد صفحات صحفيه وَإعلام يصنع النجومية، يملكون القدرة على بلورة الأمور وقلب الحقائق لتشكيل الصورة كما يريدون، والأخطر من كُلّ ذلك أن جيوش هذه المواقع أصبح رأيها هو من يحدد لأصحاب القرار القضايا والحلول التي تهينهم وتهين شعبهم ومجتمعهم وحكومتهم..
إنه عدوانٌ واحتلالٌ وغزوٌ وَإعلامٌ متخصصٌ بالمبالغة في نقل الأحداث والتضليل بالخبر والصور والمقاطع المرئية، واقتصاص الأحداث من سياقها وبترها، كذلك تخصصه في استغلال العواطف الإنسانية والدينية والسياسية والاقتصادية والعزف على وترها لتشتيت فكر المتلقي والمتابع، وتوجيه ذلك المتلقي والمتابع لدعم ومساندة وتأييد مشاريع وأجندة وخطط استعماره واحتلاله واستسلامه وخضوعه وإذلاله وخوفه وارتباكه وجوعه وحصاره.