الشهيد القائد: الصمتُ والسكوتُ في هذه المرحلة لا قيمةَ له إلا الخسارة والإهانة
إعداد/ صالح مصلح
واصل الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدرالدين الحوثي حديثه في محاضرته “الإرهاب والسلام” عن خطورة التواجُدِ الأمريكي في اليمن وفي أية منطقة كان فهو بمثابة الشر الذي ينزل بها، وتساءل: “هل نحن نظن بالأمريكيين خيراً؟ هل يمكن أن نقول إن أولئك الذين قال الله عنهم إنهم ما يودون لنا أي خير، إنهم لا يحبوننا، إنهم أعداءٌ لنا، إنهم سيأتون من أجل الخير لنا؟ ومن أجل مصلحتنا؟
وفي ذات الوقت يجيب الشهيد القائد “إنهم لا يمكن أن يتحَــرّكوا إلا ضدنا وضد مصالحنا، وإفسادنا وإفساد نفوسنا، وشبابنا، وإفساد كُــلّ شؤون حياتنا”.
وعن عواقب الصمت، يحذّر السيد حسين الحوثي فيقول: “إذا كنا نسمع أن هناك من يجعل من نفسه جندياً يعمل على أنه متى ما قالوا فلان إرهابي أن يتحَــرّك لأَن يلقي القبض عليه ويضربه ثم نسكت، فإن العواقب ستكون وخيمة وسنرى أنفسنا أبداً لا يمكن أن يتحقق لنا سلام، ولا تبقى لنا كرامة ولا عزة، وسنرى قرآننا يُحارب، سنرى مدارسنا تغلق، سنرى علماءنا يسجنون، سنرى شبابنا يُقَتَّلُون، سنرى مساجدنا تغلق، سنرى أنفسنا غرباء في بلدنا، نرى ديننا يُحارب. وفي نفس الوقت أيضاً لا يكون لنا عذرنا أمام الله سبحانه وتعالى فنكون في الأخير من قد أوقعنا أنفسنا في خزي في الدنيا، ومن قد جعلنا من أنفسنا من يستحق أيضاً أن يكونَ له العذابُ العظيم في الآخرة”.
وخاطَبَ الشهيدُ القائد المثبِّطين للمجتمع عن التحَــرّك لمناهضة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية تحت مبرر أنه يريد السلامة فقال: “علينا –أيها الإخوة– أن نفكر دائماً وكل من يقول أنه يريد السلامة، وأنه لا يريد أن تكون الأمور بالشكل الذي يتطور أكثر فأكثر، عليه أن يبحث عن السلام وفق منطق القرآن الذي قال الله فيه: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}(المائدة: من الآية16) وأن منطق القرآن كله عمل، كله جهاد ووحدة، وأخوة، وصدق ووفاء”.
وأشار الشهيد القائد إلى أن المرحلة طويلة ونحن أمام خيارين: إما أن نكون من يستغل تلك المرحلة الطويلة لأن يعودوا فينقلبوا على أدبارهم خاسرين، ونكون نحن من حققنا السلامة لأنفسنا ولديننا، ونكون نحن من حافظنا على ديننا وكرامتنا ومصالح بلادنا، ونرى أنفسنا في الأخير إما أعزاء كرماء شرفاء رؤوسنا مرفوعة وديننا عاليةٌ رايته، وإما أن نرى أنفسنا أسوأ مما فيه الفلسطينيين، فإذا كنا نسمع أولئك يقولون: [إنها مرحلة طويلة].
وفي ذات السياق، يؤكد الشهيد القائد بالقول: “من الآن يجب أن نحسب حساب ماذا يجب أن نعمل خلال تلك المرحلة الطويلة، وإن أول ما يجب أن نعمله – وهو أقل ما نعمله – هو: أن نردد هذا الشعار. وأن يتحَــرّك خطباؤنا أيضاً في مساجدنا ليتحدثوا دائماً عن اليهود والنصارى وفق ما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم. وأن نتحدث دائماً عن هذه الأحداث المؤسفة حتى نخلق وعياً لدى المسلمين، ونخلق وعياً في نفوسنا”.
وشدّد الشهيد القائد أيضاً على ضرورة أن يكون عملُنا قائماً على أساس “أن يتوحد قرارنا، أن تتوحد رؤيتنا للأحداث، لا يجوز أن نكون على هذا النحو: هذا يرى أن السلامةَ في السكوت والجمود والصمت، وهذا يرى أن السلامةَ في العمل والجهاد والحركة والأخوة والوحدة؛ لأَنَّ هذا الذي يرى أن الصمت والسكوت هو الوسيلة هو سيتحَــرّك مثلك في الساحة يدعو الآخرين إلى الصمت، عليه أن يفهم، وعليه أيضاً أن يجلس مع الآخرين إذا كان هو لا يفهم أن الصمت وأن السكوت في هذه المرحلة بالذات –ربما قد يكون الصمت في حادثة معينة، ربما قد يكون الصمت أمام قضية معينة، ربما قد يكون السكوت في حالة استثنائية له قيمته العملية– لكن الصمت في مرحلة كهذه لا قيمة له، لا قيمة له إلا الخسارة في الأخير، لا قيمة له إلا التضحية بالدين والكرامة والعزة، لا قيمة له إلا الإهانة”.