آلآن وقد عصيت؟! بقلم/ عبدالجليل الموشكي
بدأتِ الإماراتُ مؤخراً بالانسحاب الجزئي من الحرب على اليمن، ويبدو أنها أدركت صُعوبةَ المرحلة القادمة؛ ولأن لها أيضاً تجربةً مريرةً هي ومرتزِقتها بساحل اليمن الغربي، وكأنه لم يحدث شيءٌ.
وكأنها لم تعبث بالجنوب ولم تقتل الشمال.
انسحاب ماذا؟
عن أَي انسحابٍ يتحدثون؟
لا نهتم بالانسحاب بقدر ما نهتمُّ بإيقاف الحرب، فهي انسحبت وتركت أذيالَها على الأرض بعد أن انتهت من تدريبهم وملشنتهم لإقلاق الأمن واشعال الفوضى وانتهاك الحقوق والحريات.
وإن كان ذلك سيحدث فلن تترك مكاسبها التي حقّــقتها منذ أَكْثَـــر من أربعة أعوام من الحرب الهمجية الظالمة على اليمن التي شكلت فيها الإمارات ضلع عدواني رئيسي وقامت بدور سيءٍ وقدمت أُنموذجاً أسوأ من نماذج الاحتلال القديم من الإذلال.
لن تترك سقطرى ولن تتخلى عن شبوة ولن تبرح حضرموت.
مهما تصاعدت التصريحاتُ والتسريباتُ الإعلامية بالانسحاب لا نأبهُ بذلك فالمرحلة الحالية والقادمة تكاد تشبه المرحلة الأولية من العدوان، بمعنى أننا أصبحنا بفضل الله نمتلك قوة ردع بعد أن استنفّد العدوان بنك أهدافه العسكريّة والمدنية.
وأمعن في استخدام كُــلّ الأساليب الترهيبية وارتكب المجازر علنا نلين ولم يحقّــق ذلك إطلاقاً.
وتماشياً مع صعوبة المرحلة التي مررنا بها طيلة أَكْثَـــر من 1500 يوم من العدوان وضعت القيادة استراتيجية للرد والردع تعاظمت معها الإمْكَانيات العسكريّة حسب ما تستدعيه المعركة حتى أصبحنا نُباغتهم في عُقرهم بسلاحٍ نوعيٍ لم يعهدوه ولم تتعرف عليه راداراتهم ومنظوماتهم التي جلبوها بمليارات الدولارات من أمريكا الداعم اللوجستي لعدوانهم علينا التي أعلنوا من عاصمتها الحرب على اليمن.
ونتفوق عليهم أن ضيّقنا عليهم الخناق واشتدت هجمات الأبابيل العظيم والبالستيات المباركة بأننا لم يُعد لدينا مطارات يستهدفونها ولا أهداف عسكريّة ولا حتى مكان يردوا على هجماتنا بقصفه.
ورغم ما ارتكبوا بحقنا من المجازر لم نهن في ابتغاء القوم ولنا قناعة بالوعد الرباني (فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ، وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ)..
ولم نزل حتى اللحظة نحذِّرُهم ونرى الطيران المسيّر لا يستهدفُ إلا مرابضَ الطائرات التي تُستخدم في قصف اليمن ليعوا فقط أن القادم أعظم.
ونحن والحمد لله وصلنا إلى هذه المرحلة بفضل الله ثم بفضل القيادة والشعب العزيز الكريم الصابر الصامد.
ولم يُثننا النفاقُ العالمي واصطفافُ طواغيت الاستكبار ضدنا، ولم تقيِّدْنا الحربُ وتشل أيديَنا بل انطلقنا من تحت الأنقاض واثقين بالله مؤمنين بنصره.
فهل تفهم المملكة أن من استنفّذت قواها في إبادتهم تتعاظم قدراتهم مع كُــلّ يوم تستمر فيه حربها عليهم؟
وهل تتعظ من آل نهيان؟.
فهمَتْ أَو لم تفهم وانسحبت الإمارات أَو لم تنسحب، وأياً كانت خياراتُهما فنحن حاضرون، ولا يُفسر انسحاب الأخيرة أن تم فعلا إلا بالهروب من الانتقام اليمني للدماء والأشلاء والمنازل والطرقات وَ… إلخ..
بعد ماذا قرّرت الانسحاب؟
بعد أن مزقت الجنوب وقتلت أبنائه وفتحت لهم السجون السرية والمعتقلات واستحوذت على خيراته وَ… وَ….
بعد أن قصفت بطائراتها الأطفال والنساء وصالات العزاء والأعراس والمدارس.
الله المستعان.
على وين يا إمارات؟!.
كما دنّستم جنوب اليمن الطاهر ستتشرف مدنكم بزياراتنا المتكرّرة، ولنا بكم لقاء.