استشهاد المخرج والإعلامي فائز دبوان جراء قصف العدوان عدداً من المرافق الحكومية والمؤسّسات الإعلامية
تقرير| هاني أحمد علي:
لا يزالُ الإعلامُ الرسميُّ المناهِضُ للعدوان السعودي الأمريكي الإماراتي يدفعُ ثمنَ انحيازه ووقوفه مع الشعب وصَفِّ الوطن في معركة الدفاع عن كرامة وعزة هذا البلد وتقديم كوكبةٍ من خِيرةِ الشهداءِ العاملين في هذا المجال الذين قدموا أَرْوَاحَهم رخيصةً في سبيل نَقْلِ الحقيقة بالصوت والصورة للعالم؛ كي يشهدَ جرائمَ العدوان بحق الشعب اليمني على مدى أكثرَ من أربع سنوات.
وبعد ما يقاربُ الشهر وَنصف الشهر من استهداف طيران العدوان منزلَ الإعلامي عبدالله صبري رئيس اتّحاد الإعلاميين اليمنيين، في منتصف شهر رمضانَ الفائت، ما أَدَّى إلى استشهاد اثنين من أولاده ووالدته وتعرُّضه للإصابة إلى جوار والده واثنين من أولاده، لا يزالون يتلقون العلاجَ حتى اللحظة، شن طيرانُ العدوان نفسُه العديدَ من الغارات الإجرامية على عددٍ من المؤسّسات والمرافِق الحكومية، بينها مبنى وزارة الإعلام، مرتكباً جرائمَ بحق المواطنين الأبرياء بالعاصمة صنعاء فجرَ أمس السبت، ما تسبب في استشهاد الزميل الإعلامي المخرج بقناة اليمن الفضائية فائز دبوان عبدالجليل صالح منصور الشميري.
أسرةُ الشهيد تؤكّــدُ السيرَ على دربه
أكّــد ماجد دبوان الشميري -شقيق الشهيد الإعلامي فائز دبوان الشميري، أن جرائمَ العدوان بحق الشعب اليمني عموماً وبحق الإعلام والإعلاميين خصوصاً لن تنالَ من عزيمته أبناء هذا البلد إطلاقاً، بل تزيدهم قوةً وثباتاً وصموداً في مواجهة آلة الحرب العسكرية التي أهلكت الحرثَ والنسل على مدى خمس سنوات.
وقال شقيقُ الشهيد فائز دبوان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، أمس السبت، بأن أُسرتَه تلقت نبأ الاستشهاد بقلوبٍ مؤمنة وصابرة ومحتسبه، لافتاً إلى أن الشهيدَ البالغ من العمر 36 عاماً متزوج وأبٌ لثلاثة أطفال “بنتين وولد” ظل طوال فترة العدوان مجاهداً ومستمراً في عطائه من خلال الكثير من البرامج والمسلسلات التوعوية والثقافية التي هي من إخراجِه في قنوات “اليمن وسبأ وعدن والإيمان”، مبيناً أن آخرَ عمل تلفزيوني له كان برنامج “رسالة يمني حر” الرمضاني على قناة عدن الفضائية، بالإضافة إلى إخراجِ العشرات من المسلسلات والبرامج على مدى سنوات طويلة.
وَأَشَارَ شقيقُ الشهيد الإعلامي فائز دبوان الشميري إلى أن اثنين من أشقائه الآخرين يرابطون في جبهات الضالع ضد المرتزقة والغزاة والمحتلّين، مؤكّــداً مضيَّ جميع أفراد الأُسرة على درب شقيقهم الشهيد وكل الشهداء الأبطال العظماء.
نقطةٌ مضيئةٌ في سجل الإعلام الرسمي
ونعى قطاعُ التلفزيون اليمني بمختلف قنواته (اليمن الفضائية، سبأ، الإيمان) إلى كافة أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج الإعلامي القدير المخرج التلفزيوني فائز دبوان الذي ارتقى إلى ربه شهيداً بغارات العدوان السعودي الأمريكي الذي شن فجرَ أمس على العاصمة صنعاء سلسلةً من الغارات الهمجية التي استهدفت عدداً من المرافق الحكومية والمؤسّسات الإعلامية واﻷحياء السكنية.
ولفت بيانُ النعي إلى أن الشهيد الراحلَ فائز دبوان عبدالجليل الشميري المخرج ومنفّــذ البرامج بقناة اليمن الفضائية، استشهد وهو يؤدي واجبَه الجهادي، مضيفاً نقطةً مضيئةً إلى سجل قناة اليمن الفضائية التي قدمت عدداً من خِيرة كوادرها، هو من الكوادر الشابة، آثر البقاءَ بصبر في عمله ليقدم لوطنه ما يبرَعُ فيه، وشارك في نقل الكثير من الفعاليات والتغطيات وإخراج البرامج المسجّلة والمباشرة، كما عمل الزميل الشهيد فائز دبوان في ظروفٍ غاية الصعوبة والتعقيد خلال مرحلة العدوان، كغيره من كوادر القناة الأبطال، حتى لاقى ربَّه شهيداً بقصف طائرات العدوان.
وأَوْضَحَ قطاعُ التلفزيون أن رحيلَ هذه القامة اﻹعلامية يشكل خسارةً فادحةً للساحة اﻹعلامية اليمنية ولليمن، حيث خسر قطاعُ التلفزيون واحداً من أبرز كوادره الذين بذلوا أنفسَهم في خدمة القضايا الوطنية والمجتمعية المختلفة، مضيفاً أن استمرارَ استهداف الكوادر الإعلامية والمؤسّسات الإعلامية لن يُثنيَنا عن القيام بأداء رسالتنا اﻹعلامية على أكمل وجه حتى يتحقّقَ لنا النصرُ على قوى العدوان الذي باتت دولُ تحالفه تنسحِبُ الواحدةَ تلو الأُخرى بعد أن لاقت الويلاتِ من ثبات وبسالة وعظمة هذا الشعب وصموده على مدى خمس سنوات من عدوانها وجرائمها العبثية بحق هذا الشعب.
أعمالٌ إجراميةٌ تستهدفُ الإعلاميين اليمنيين
إلى ذلك، نعت وزارةُ الإعلام والمؤسّسةُ العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون استشهادَ “فائز دبوان عبدالجليل صالح منصور الشميري” المخرج بقناة اليمن الفضائية الذي استشهد إثر غارات طيران العدوان فجرَ أمس على العاصمة صنعاء.
وأدانت الإعلامُ ومؤسّسةُ الإذاعة والتلفزيون في بيان مشترك استمرارَ العدوان في استهداف الكوادر والمؤسّسات الإعلامية، في انتهاك سافر لكُلِّ الأعراف والقوانين الدولية والإنْسَانية، مشيرة إلى أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة جرائم تحالف العدوان بحق الإعلاميين والمؤسّسات الإعلامية اليمنية على مدى ما يقارب 5 سنوات.
ودعت وزارة الإعلام والمؤسّسات التابعة لها، المنظمات الدولية والإنْسَانية والمعنية بحرية الرأي والتعبير إلى التحَــرّك الجاد لإيقاف هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف الإعلاميين والعمل بجدية حتى ينالَ مرتكبو هذه الجرائم جزاءَهم الرادع.
وأشاد البيانُ بمناقبِ الشميري وإسهاماتِه في إخراج الكثير من البرامج في قناة اليمن الفضائية وما اتّصف به من دماثة أخلاق وإخلاص في أداء المهام الموکلة إليه، معبراً عن أحر التعازي لأسرة الشهيد والوسط الإعلامي.