إيران ومعادلة الردّ الرادعة .. بقلم/ رقية المعافى
لم تمضِ أيّامٌ كثيرة بعد أن قامت قوّات الدفاع الجويّة للحرس الثوري الإيراني بإسقاط طائرةٍ أمريكية اخترقت سماء وسيادة الجمهوريّة الإيرانيّة لتقوم اليوم قوّات الحرس الثوري بعمليّة تُفاجئ وتَصدم الولايات المتحدة الأمريكية وتجعلها تُعيد حساباتها من جديد أو تقف أمام هذه القوّة الإسلاميّة.
سفينةُ نفطٍ بريطانيّة تُخالِفُ شروطَ المرور في مياه الخليج العربي فتتصدّى لها إيران وتقومُ باحتجازِها؛ لتُثبت لقوى العالم المُهيمنة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أنها قادرةٌ على حماية مضيق هرمز والمناطق المجاورة وأنها قوّة لا يُستهان بها ولا تخشى أحد، تأتي هذه العمليّة رداً على احتجاز أمريكا سفينةً لإيران؛ بحجة أنها ستتجه دعماً لسوريّا؛ وهُنا وضعت الجمهوريّة الإيرانيّة مُعادلة الرد التي هي (السن بالسن والعين بالعين).
ما وراء هذه العمليّة رسالةٌ للولايات المتحدّة الأمريكية ورئيسها المُهرّج (دونالد ترامب) الذي اكتفى بتصريحه (سيتواصل مع رئيس بريطانيا وينظرون في الأمر)، هذا وحده يكشفُ أنّ أمريكا لن يردعَها إلا القوّة هي وكامل الدول التي تريد أن تُهيمن على كُــلّ شيء وتتحكّم بكل ما يجري في المنطقة، وكلّ هذه القوى لا تستطيع مواجهة من هو أقوى وتكتفي فقط بالتصريحات أو إجراء العقوبات الاقتصادية كما هو الحال مع إيران التي تواجه عقوباتٍ اقتصادية صارمة.
والسؤال هنا: هل ستخضعُ أمريكا وبريطانيا لتسليم السفينة الإيرانيّة المُحتجزة مقابل استعادتهم للسفينة البريطانيّة؛ باعتبار أنهم من المُحال أن تلجأ أمريكا إلى المواجهة المباشرة مع إيران فهي تعلم أن الجمهوريّة الإيرانيّة تمتلك قوّة ليست بالسهلة.