اللهُ هيّأ الناسَ ليتقبلوا دينه.. بالفطرة
تحدَّثَ الشهيدُ القائدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- في شرح آية::{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} عن الحسرة الكبيرة والشديدة التي يكونُ عليها أهلُ النار من أتباع الظالمين، مشيراً إلى أن “هذه الآيةَ تكشفُ اهتماماً كبيراً وندامةً شديدةً، وحسرةً عظيمةً عند أهل النار؛ لأن كُــلّ مَن يدخل النار لا يدخل إلا بسبب آخرين، مضلين يضلونه عن دين الله، عن هدي الله؛ ولهذا وجدنا في عدة آيات على مستوى الأمم، وعلى مستوى الأفراد كُــلّ يتحسر، ويتندم، ويتحول إلى عدو يبحث عمن أضله، ويطلب من الله المزيد من العذاب لمن أضله؛ لأن الناسَ بطبيعتهم، بفطرتهم مجبولون على قبول دين الله، على الاهتداء بهدي الله، وإنما يأتي الضلال من قبل أطراف أُخْــرَى، أمة تضل أمة، أَو فردٌ يضل أمة، أَو شخصٌ يضل شخصاً من شياطين الجن والإنس. فبالتأكيد أن هذه الآية تدلُّ على أنه تجلى للناس جميعاً وهم في جهنمَ، وهم في ساحة المحشر أن من أوصلهم إلى الهاوية إلى المصيبة العظمى هم أطراف أُخْــرَى أضلوهم. وإذا كررنا الحديث حول هذا الموضوع فلأنه موضوع مهم؛ لأنه الشيء الذي نلمسه لسنوات عديدة، ونحن كنا نتحَــرّك في مجال محاربة ضلال الوهابيين، نتحدث مع الناس حول المضلين، وحول ضلال الوهابيين وغيرهم من اليهود والنصارى، وغيرهم من المضلين.. كنا نلمس بأن هذا هو الموضوع الذي لا يحظى باهتمام كبير، ولا يستثير مشاعر الناس، ولا يستثير غضبهم، ولا يثير اهتمامهم].