يجبُ أن نفهمَ القرآن؛ لكي نقدمهُ قوياً
لفت -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- إلى نقطة في غايةِ الأهمية وهي: ضرورة أن يُلِمَّ الإنسان بالثقافة القُــرْآنية ومنهجية القُــرْآن بشكل كبير، وأن يفهم واقعه، وواقع أعداءه؛ لكي يستطيع أن يرد على أية مذاهب أَو نظريات، ويُفَنِّدُها بقوة واقتدار، حيث قال: [افهم القُــرْآن أنت، يتفهم الناس القُــرْآن هم، ويتفهمون كيف كان واقع الحياة بالنسبة للآخرين، هذه القضية هامة، يتفهمون واقع الحياة التي نحن عليها، والتي عليها الآخرون، أصحاب نظريات كثيرة، وفلسفات كثيرة، وثقافات كثيرة، كيف أصبح واقع حياتهم.. هذه قضية تعطي ثقة قوية جداً بالقُــرْآن، وتجعلك فاهم إذَا ما قلت للآخرين: هات لي انجليزي، أَو فارسي، وليس بالنص العربي، منهج للحياة مثل هذا المنهج الذي قدمه القُــرْآن الكريم، وتعال أنا وأنت نستعرض واقع ما لديك. تستطيع تفند واقع ما لديه قبل أن تدخلوا في موضوع القُــرْآن، تفند ما لديه من خلال تجليات آثاره في الحياة.. قضية هامة جداً].
ونبَّه -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- إلى ما حاكهُ ويحيكُه اليهودُ من تشويه للدين، وتقديمه بأنه دين (متخلف)، لا يصلح منهجاً للحياة، ومحاولاتهم الجادة والكبيرة لترسيخ هذا المفهوم في أوساط الأمة، حتى ظهر فعلاً من أبناء هذه الأمة (فصلُ الدين عن الدولة)!! حيث قال: [يجب أن لا يترسخَ في الذهنية ـ لا عندهم ولا عندنا ـ أن ما نحن عليه من سوء هو واقع دين؛ لأن هذه ضربة رهيبة، هذا واقع باطل حُسِبَ على الدين وليس من الدين في شيء نهائياً، بل حرب للدين. فهو شاهد على أن الدين صحيح، ابتعدنا عنه فكنا على هذا النحو. أما إذَا الناس [متساهين] مثلما يعمل الكثير [متساهين] هكذا، وهم هناك مدبلجين الموضوع، هم مركزين على النقطة هذه: شهادة الواقع على بطلان النظرية.. هي قضية أساسية. يقولون: لاحظوا كيف أنتم كذا، وأنتم، وأنتم، وأنتم، دينكم هذا ليس بشيء!. يا أخي هذا ليس هو الدين، هذا الذي صنعه أصحابكم زمان، يوم دخلوا مع بني أمية ينظِّرون لهم.. هذا الذي عمله أشباه اليهود من زمان، قدموا لنا باطلاً، جعلوه بهذا الشكل. الدين شيء ثاني هو: القُــرْآن. وواقع حياتنا الذي نحن عليه هو ما صنعته ثقافتكم أنتم يوم دخل كعب الأحبار وأمثاله. فنحن فيما نحن عليه من سوء شاهد على سوء ما لديكم، أي سوءكم أنتم؛ لأن الإسلام ما اشتغل ولا مرة، ما قد اشتغل إلا مرة واحدة في أَيَّــام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، جانب محدود منه، وفي فترة قصيرة، أَيَّــام الإمام علي (عليه السلام) ما أتاحوا له، كم أربع سنين وستة أشهر تقريباً؟ فترات محدودة هكذا، ما ترك القُــرْآن يشتغل، لكن أنت تشتغل الآن تتفهم واقع ما لديهم، وواقعك هذا نفسه السيء تحسبه عليهم، ويكون عندك قدرة أن تبرهن على أن تحسبه عليهم].