سرقةُ الانتصار واستثمارُ الهزيمة .. بقلم/ عبدالله هاشم السياني
عندما بدأت دولُ العدوان في عدوانها المدمّــر والشامل على اليمن قبل خمسة أعوام لم تضعْ أمامَ تحقيق أهدافِها معاييرَ أو قيماً دينية أَو إنْسَانية أو أَخْــلَاقية أَو قانونية، وكان كُـــلُّ هَمِّها إلحاقَ الهزيمة بالشعب اليمني والسيطرةَ على مقدراته وقراراه السياسي ومستقبل نظامه السياسي والقضاء على المكون الذي قاد ثورة ٢١ سبتمبر وحكم عاصمة اليمن “صنعاء”.
اليوم بعد أن فشل تحالف العدوان الذي كان ١٧ دولةً وتقزم إلى السعودية والإمارات كأدوات إقْليْمية مُنفّــذة، وقد تصبحُ السعودية وحدَها قريباً ودخلت الفُرقة والاختلافُ في أوساط أدواته المحلية وشعر الشريكُ الدولي الأمريكي والبريطاني بضرورة الانتقال إلى استراتيجية السلام أولاً بدلاً عن استراتيجية الحرب أولاً، وأن عليه وضعَ ترتيبات الحَــلّ السلمي والسياسي ولو بمعزل عن أوضاع المنطقة، ولم يخطر في بال هذا التحالف الدولي الإقْليْمي المحلي المتكبّر والمقامر أن يخضعَ لنتائج فشله التي صار الجميع داخل التحالف يتصرف على أساسها “كواقع وحقيقة”.
وبدلاً عن الدخول في الحَــلّ السلمي والسياسي على ضوء الوقائع على الأرض وموازين القوى التي أفرزتها المعادلة العسكرية وصمود الشعب اليمني وتضحياته وصبره، يحاولُ هذا التحالف بطغيانه وأنانيته أن يستثمرَ هزيمتَه ويسرقَ انتصارَ الشعب اليمني بنفسيته المجرمة السابقة والحُقودة عبر آليات وتصوّرات وخطوات الحَــلّ السلمي والسياسي المفترضة، وكأنه إلى هذا اللحظة لا يريد أن يعترفَ بحق الشعب اليمني في رسم مستقبله السياسي أَو يتركه ليحدّدَ طبيعةَ نظامه ودولته، فهل الحكمةُ الإلهية تريدُ أن يمضيَ حكمُها وقضاؤها على هذه الدول المارقة والخائنة والظالمة وتسوقها إلى حتفها على أيدي رجال الله من أهل يمن الإيمان والحكمة.