الدكتور محمد جحاف -مدير مستشفى الشرطة النموذجي- في تصريح لصحيفة “المسيرة”:
المسيرة| هاني أحمد علي:
شكّل مستشفى الشرطة النموذجي بالعاصمة صنعاءَ قفزةً نوعيةً في عالم الطب والصحة خلال فترة وجيزة من الزمن لا تتعدى أشهراً بعد تمكنه من إجراء أصعب العمليات الجراحية في مجال العظام والتجميل للعشرات من الحالات التي كان تستدعي نقلَها للخارج، إلا أن إيمان قيادة المستشفى وكادرها الطبي والتمريضي والإداري بأنه لا يوجد مستحيلٌ في قاموس أبناء اليمن، وأن النجاح والإبداع يولد من رحم المعاناة، فقد تمكنت من تجاوز كُــلّ الصعاب والعوائق، ليستعيد هذا الصرح الطبي مكانتَه بين كبريات المستشفيات الحكومية، وبات القِبلة الأولى للمرضى ذوي الحالات المستعصية والمعقدة.
وفي هذا الإطار، أكّــد الدكتور العقيد محمد جحاف –مدير عام مستشفى الشرطة النموذجي بالعاصمة صنعاء-، أن الصمودَ والثباتَ في مواجهة العدوان تتعدَّدُ أشكاله وصوره، مبيناً أن التفوق الطبي الذي يصنعه أطباء اليمن لا يقل شأناً عن التفوق العسكري الذي يحققه أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة في ميادين الشرف والبطولة والفداء.
وأشار الدكتور جحاف –أحد الأطباء المتخصصين بمجال طب العظام-، في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، إلى الإنجازات الطبية التي حققها مستشفى الشرطة النموذجي خلال فترة قياسية بسيطة، ليصبح رقماً صعباً اليوم لا يمكن تجاوُزُه في القطاع الصحي، موضحاً أن المستشفى تمكن خلال الأشهر الماضية من إجراء أَكْثَــرَ من 170 عملية جراحية في تركيب وزراعة المفاصل، وكذا العمليات التجميلية الكبرى لحالات مشوّهة كانت تستدعي حالاتهم العلاج في الخارج كونها صعبة ومعقّدة جداً، لافتاً إلى مشاركته شخصياً في إجراء تلك العمليات الجراحية.
وَأَضَــافَ مديرُ عام مستشفى الشرطة النموذجي أن المستشفى يقوم بإجراء عمليات جراحية مختلفة بشكل يومي تصل إلى أَكْثَــرَ من 17 عملية رغم الإمكانيات البسيطة التي يمتلكها وعدم توفر كثير من الأجهزة والمعدات الطبية التي يتم الاستعانة بها من بعض المستشفيات الخاصة، بالإضافَة إلى الاستعانة بكبار الأطباء والاستشاريين لإجراء بعض العمليات المعقدة التي تستمر لساعات داخل غرفة العمليات، مبيناً أن المستشفى لا يتلقى أي دعم أَو مساعدات من قبل المنظمات الدولية المعنية بالصحة أُسوةً ببقية المستشفيات الحكومية الأُخْـــرَى، رغم تقديم المستشفى خدماته للمدنيين بأسعار رمزية جداً، مؤكّــداً أن رسومَ إجراء عملية زراعة المفصل داخل المستشفى لا تتعدى 200 ألف ريال فقط، بينما تصلُ رسوم العملية نفسها بأي مستشفى آخر إلى أَكْثَــرَ من مليون ريال أَو أَكْثَــر، وهذا ما يعزِّزُ ثقةَ الناس بمستشفى الشرطة النموذجي، لا سيما في الظروف المعيشية والاقتصادية التي يعيشونها حالياً جراء استمرار الحرب والحصار وقطع المرتبات من قبل حكومة الفارّ هادي.
ولفت الدكتور جحاف إلى التجهيزات التي تتم على قدم وساق داخل مستشفى الشرطة وفي مختلف الأقسام من أجل التوسع في استقبال المزيد من الحالات المرضية والرقود، والحرص على راحة المرضى النزلاء من خلال الملبس والأكل والشرب والمتابعة المستمرة في عملية المجارحة والتطبيب من قبل الممرضين، منوهاً إلى أن المستشفى يعمل وبصورة دائمة على تدريب المئات من المتدربين في مختلف الأقسام والمتخرجين من الجامعات والمعاهد الصحية، معبراً عن شكره وتقديره للدكتور طه المتوكل وزير الصحة، واللواء الركن عبدالكريم بدرالدين الحوثي وزير الداخلية، اللذين يتابعان أوضاعَ المستشفى باستمرار، ويحرصان على أن تلبيَ خدماته كافة المواطنين والمرضى، داعياً إلى سرعة توفير الكثير من الأجهزة والمعدات الطبيبة الضرورية التي يفتقر إليها المستشفى كالمناظير التشخيصية وغيرها من أجل الاستمرار في أداء واجبه على أكمل وجه، خصوصاً وأن كثيراً من الحالات الصعبة والمعقدة أصبحت تصل إلى مستشفى الشرطة يتم إرسالها من مستشفيات أُخْـــرَى والتي تحتاج إلى زراعة مفاصل وعمليات تجميلية كبرى بعد النجاحات التي تحققت في هذا المجال.