المراكزُ الصيفيّة.. تحصينٌ للأجيال .. بقلم/ زينب إبراهيم الديلمي
ثمّة خطرٌ يُحدِقُ بالأجيالِ الناشئةِ من خلالِ وسائلِ الضياع التي ابتكرته أيادي العدوّ الساعيّة في تحليق الأجيال إلى فضاءات الانحراف؛ بقصدِ الابتعاد عمّا يُفيدُهم مستقبلاً.. وضياع وقتهم أمام الألعاب الإلكترونيّة واللّعب في الشّوارع وتضييع فُرصة العُطلة الصّيفية التي أُتيحت للأبناء؛ لاستغلالها فيما يُفيدهم.. وهذا ما يريدُه أعداؤنا بالتّحديد أن يبقى أبناؤنا خاليي الوفاض ويسعى للمزيد من ابتكار وسائل الانحراف والضياع؛ حتى لا يكونَ لأجيالنا أيُّ مستقبل منشود يشمّرون سواعدهم في بناء ما دمّره العدوّ وإصلاح ما أفسدته أيادي الجُرم والشّيطنة.
لكنَّ ثمّة أمراً آخرَ شكّل في وسط العدوّ ارتياباً شديداً، وهو: إنشاءُ المراكز الصيفيّة، وهدفُها هذه المراكز: بناءُ جيلٍ يؤمن بقضيّته وهُويّته، وتحصينٌ للجيل الناشئ من أية مساعٍ عدائيّة قد يتعرَّضون لشلل الانحراف واللّهو وتضييع الوقت.
هذه المراكزُ التي حثَّ فيها قائدُ مسيرتنا ومُعلّمنا ومرشدُنا سماحة القائد: عبدُالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وحرص في أنّ يهتمَّ أولياءُ الأمور بأبنائهم بالتحاقهم بالمراكز الصيفيّة؛ حرصاً على استغلال فُرصة العُطلة الصّيفية فيما يُفيدهم حاضراً ومستقبلاً..؛ وكي يكونوا جُنداً لله مُهيئين في التصدّي لأية اعتداءات قد يواجهونه من قبل الأعداء ذوي الأفئدة الملوّثة الذين يسعَون للمزيد من إدخال كُل ما يُفسِدُ أخلاقيّات الجيل اليماني الذي يأبى أنّ يبيعَ هُوِيَّتَه للأعداء بحفنةٍ من وسائل الضياع والتحريف والانحراف.
يُمكِنُ الجزمُ بسهولةٍ أنّ المراكزَ الصيفيّة لم تقم في أية دولةٍ عربيةٍ على الإطلاق سوى اليمن؛ لأَنَّ حُكّامَ العرب المُستبدِّين لم يعيروا اهتماماً بهذا المجال الأهمّ في تغذية نفوس الأجيال، بينما هذا الأمرُ المتوقع كالمعتاد لدى من فقههم يمان كما قال عنهم سيّدُ الرسل ومعلّمُنا الأعظم -صلى الله عليه وآله وسلّم- قد أبكروا في مواجهة التحديّات والأخطار المُحدقة التي توقع الجيل في شراك الأعداء.. والسّببُ في ذلك أنَّ تأريخَ اليمنِ لم يُلطَّخُ بالعمالة لشياطين الأمريكان ولعفاريت الصّهاينة ولمشعوذي بني سعود كما تلطّخَ تأريخ الأعراب بالعمالة والتّطبيع المفتوح للصهاينة، وثاني هذه الأسباب: استناداً إلى ما شهده الرسولُ الأعظمُ عن اليمنيين وعن هُويّتهم وعن عروبتهم العاربة.. فإنَّ أولئك لن يتمكّنوا من الغلبة على هذا الجيل المُجنَّد والمُحصَّن بدرعِ اللهِ الواقي وبدرعِ المسيرةِ القرآنيّة التي أخرجتهم من الظُّلمات إلى النّور.
ومهما طال ضجيجُهم في مواقع التّواصل في إيقاف هذه المراكز وإيقاف تحصين الجيل.. فحتماً هم الفاشلون والعاجزون والخائبون والخاسرون.