أهلُ السُّنة مدعوون لتصحيح المسار .. بقلم/ محمد أمين عزالدين الحميري
هذا حالُهم: اعتبروا أن من الأنظمة التي تمثّلُ التوجُّـهَ السُّني النظامَ السعودي، ولمكانة الحرمين فقد أضفوا عيله الشرعيةَ والأحقيةَ في الصدارة والزعامة، سيما وهو يقومُ ببعض الخدمات لصالح الحرمين الشريفيين، وعلى ضوء هذه القاعدة والتصور اسْتَعدُوا إيران كدولة شيعية تناهض أي تواجد سني -حسب فهمهم-، وعند العمل تلقائياً لن يجدوا أنفسهم إلا في شباك المخطّط الأمريكي والإسرائيلي والعمل على خدمته إلى جانب النظام السعودي الذي يعتبر أحدَ أهم أجندته في المنطقة، وهنا يجدون أنفسَهم في مأزق، فمسارُهم هذا يتصادمُ مع كثيرٍ من المعتقدات والحقائق التي تناضِلُ إيرانُ من أجلها ومعها حركاتُ المقاومة في فلسطين وغيرها، يريدون العودةَ فيجدون أنفسهم أمام ترسانة كبيرة من القناعات التي تجرِّمُ التماشيَ مع إيران ولو كان توجّـهها صحيحاً في بعضِ الأمور، وفي ذات الوقت وراءهم مَن استندوا إليه كحامٍ لأهل السنة يسوقُهم إلى المربع الذي يريدُ؛ بفعلِ مالِه وبفعل استغلاله لتلك الثقافة التي في رؤوسهم، وكلما رأى تخاذلاً أَو تباطؤاً منهم ذكّرهم بالتمسك بالمبادئ التي هي في الأصل قناعاتٌ خاطئة، وهنا لا خيار أمامهم إلا التماشي مع هذا المشروع ومغالطة أنفسهم بحكايات سامجة، وفي ذات الوقت يوجهون سهامَهم للمتحرّرين من إخوانهم الذين يقفون في الخط الذي تسير فيه إيران من منطلق قيَمي وثوابتَ مبدأية يؤمنون بها سواءٌ أكانت إيران على الخط أَم لم تكن، يتفقون ويختلفون مع إيران لكن توجّـهَهم السني -إن صح التعبير- لا يمنعهم من مناصرتها في مختلف القضايا العادلة التي ربما يؤمن بها بعضُ المرتمين في أحضان المشروع السعودي الأمريكي الصهيوني، وما يمنعهم من اتخاذ موقف صحيح هو وقوعُهم في فخه، بعضُهم عن علم وبعضُهم عن جهل وفجور في الخصومة مع مخالفيهم.
وهنا نقولُ لهؤلاء:
لا يلزمُ -لكي يكونَ الشخصُ سُنياً- أن يدورَ في هذا الفلك المظلم الذي تسيرون فيه، وأهل السُّنة كتوجُّـهٍ في العالم مدعوون اليوم لتصحيحِ المسار، ما لم فسيظلون ضحيةً؛ وبفعل أيديهم للأسف وخاصة مع استمرار [بُعبُع إيران أخطر من اليهود والنصارى] وتجريم أي تقارب معها لما فيه الخير للأمة استناداً إلى تراث نعتبره محلَّ نظر ويحتاجُ إلى تقييم واعٍ.
وللتوضيح أكثر: حينما نعرفُ كأمة بمختلف توجّـهاتنا (من عدوُّنا الحقيقي؟!) سنبدأ بمعرفة ما لنا وما علينا “وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ، وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا” صدق اللهُ العظيم.