موقع فرنسي: مطامعُ غربية وإسرائيلية وخليجية تقفُ وراء دعاية “مواجهة إيران في اليمن”
المسيرة | متابعات
أكّــد موقعُ “أجورا فوكس” الفرنسي، أن تحالُفَ العدوان استخدم ذريعةَ “التواجد الإيراني” في اليمن لتبريرِ العدوان، وأن هذا العدوان انطلق في الحقيقة لتحقيق مصالحَ سياسية وَ”جيوسياسية” واقتصادية لكُلٍّ من السعودية والإمارات والولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل، حيث أكّــد أن تل أبيب لديها “حضورٌ قويٌّ” في الحرب على اليمن إلى جانب تحالف العدوان، وأن التنظيمات التكفيرية تعمل بشكل واضح لصالح الرياض وأبو ظبي وواشنطن، في سبيل تحقيق مطامعهم في اليمن.
وفي تقرير مطول نشره الموقع، وصف الكاتب “فرانك بينجام” أن مسألة “الدعم الإيراني للحوثيين” بأنها “مجرد ذريعة” وادعاءات “يتشدق بها التحالف” وَتقف خلفها مصالح وأطماع دول العدوان في اليمن.
الإمارات تسعى لتوسيع نفوذها البحري
وضمن استعراضه لبعض تلك المطامع، أوضح التقرير أن الإمارات تسعى “للسيطرة على المنافذ البحرية في شبه الجزيرة العربية الواقعة بين مضيق هرمز وَمضيق باب المندب” وأنها عملت على “تحويل جزيرة سقطرى اليمنية، المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، إلى حاملات طائرات”.
وأشار إلى أن تدخل الإمارات في اليمن جاء من منطلق “توسيع نفوذها في منطقة مضيق باب المندب وخليج عدن، لدرجة أن البعض يعتقد أن أبو ظبي تسعى إلى جعل اليمن الإمارة الثامنة لها” بحسب تعبيره.
وأكّــد التقرير أن الإماراتيين لجأوا خلال الحرب على اليمن إلى خدمات المرتزِقة الأجانب واستعانوا بشركة “بلاك ووتر” الأمنية الأمريكية الخَاصَّــة كما استعانوا بشركة “سبير أوبريشن” “لتنفيذ عمليات اغتيال شخصيات سياسية ودينية مرتبطة بحزب التجمع اليمني للإصلاح، حيث تفيد التقارير بأن ثلاثة من قدامى المحاربين في القوات الخَاصَّــة الأمريكية وتسعة أعضاء سابقين من الفيلق الأجنبي الفرنسي قد تم توظيفُهم من قبل “شركة سبير أوبريشن”.
ووصف التقرير دور الإمارات في اليمن بأنه “الدور الأكثر زعزعة للاستقرار في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرتها في الوقت الحالي”.
المطامع السعودية
وفيما يخص المطامع السعودية، أكّــد التقرير أن “أهداف محمد بن سلمان تتمثل في بسط سيطرة السعودية على المخزون الهيدروكربوني المشتبه في وجوده في باطن الأرض، بالإضافة إلى مخزون المياه الجوفية في اليمن، كما أن السيطرة على المنافذ البحرية المطلة على المحيط الهندي والبحر الأحمر، تعتبر أهدافا ذات أولوية للسعوديين الذين حل محلهم المنافسون الإماراتيون”.
وأضاف التقرير أن الرياض لجأت هي الأُخْــرَى للاستعانة بمرتزِقة؛ لتجنب الزج بجنودها في المعارك، مشيراً إلى أن السعودية جنّدت أَيْضاً “مرتزِقة أفارقة وأمريكيين جنوبيين على نطاق واسع”، واستأجرت منذ بداية الصراع ما يقرب من 14000 عنصرٍ من المرتزِقة السودانيين، أكثر من 40% منهم أطفال.
وأشار أَيْضاً إلى تورط “القوات البريطانية الخَاصَّــة (SAS)” في تدريب الجنود الأطفال والمشاركة في العمليات القتالية، “بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) الحليف التاريخي لآل سعود”.
وأوضح التقرير أن 11 دولة إفريقية قامت بإرسال مرتزِقة للقتال لصالح السعودية والإمارات في اليمن منذ بداية الحرب منها “السنغال، والنيجر، ومالي، والصومال، وإريتريا، وتشاد وَأوغندا”.
وكشف التقرير أن “مستشارة الرئيس الأوغندي “نجوى قداح” اتفقت مع المسؤولين من دولة الإمارات على إرسال 8000 جندي إلى اليمن، في حين تم التوصل إلى اتّفاق سري بين السعوديين وتشاديون لنحو 1600 رجل من القبائل التشادية”.
“القاعدةُ” وَ”داعش” ضمنَ جيوش “التحالف”
التقريرُ أكّــد أَيْضاً ارتباطَ الإمارات والسعودية بالتنظيمات التكفيرية في اليمن، حيث أشار إلى أن “الفروعَ النشطة للقاعدة تتواجد في جنوب البلد في محافظات شبوة وأبين أَو في حضرموت التي يسيطر عليها السعوديون، في حين لا يزالُ تنظيمُ الدولة الإسلامية أَو ما يُعرف أيضاً بتنظيم داعش حاضراً في المناطق التي تسيطر عليها الإمارات”.
وأشار إلى أن السعودية أوصلت الأسلحة الأمريكية إلى “تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية في اليمن”، وأن الإمارات أَيْضاً زوّدت هذه الجماعات بمركبات “MRAP” الأمريكية الصنع.
ونقل عن “المجموعة الدولية للأزمات” -وهي منظمة غير حكومية متعددة الجنسيات ومقرها بروكسل- أن هناك “تحالفاً ضمنياً” بين تحالف العدوان وبين مقاتلي القاعدة، مُضيفاً أن جماعةَ “أنصار الشريعة” التابعة للقاعدة حاربت في صف “التحالف” داخل المناطق الجنوبية وفي تعز.
وأوضحت المنظمة أن “القاعدة” حصلت على “مجموعة واسعة من الأسلحة الجديدة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة” من معسكرات حكومة المرتزِقة، ومن التحالف الذي تقودُهُ السعودية.
كما نقل التقريرُ عن وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية أن “الميليشيات المدعومة من التحالف العربي جنّدت مئاتٍ من مقاتلي القاعدة في جزيرة العرب من خلال صفقات سرية”.
وأضاف، نقلاً عن “جوك بورنغا” مستشار وزارة الخارجية الهولندية في اليمن، أن “شحنات الأسلحة من المملكة العربية السعودية تصل إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ العام 2013 على أقل تقدير”.
وأوضح أن “اثنين من القادة الأربعة الرئيسيين الذين يدعمهم التحالف على طول ساحل البحر الأحمر هم حلفاء للفرع اليمني من تنظيم القاعدة” وأن “قائداً آخر (أبو العباس) تم وضعُه العام الماضي على قائمة الولايات المتحدة الأمريكية للإرهاب؛ وذلك بسبب علاقاته مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، لكنه لا يزال حتى الآن يتلقى الأموالَ من دولة الإمارات العربية المتحدة لقيادة الميليشيات التابعة لها في تعز”.
وأضاف ساخراً من قوى العدوان: “في وقت لاحق، سوف يتظاهرون بالدهشة من صعود تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في اليمن”.
إسرائيلُ “حاضرةٌ بقوة” في الحرب على اليمن
وضمن استعراضه للمطامع التي تقفُ وراء العدوان على اليمن، أوضح التقرير أن “إسرائيل حاضرةٌ بقوة” في الحرب على اليمن، مشيراً إلى أنه رئيس الوزراءِ الإسرائيلي قد كشف خلال مؤتمر وارسو عن “التزام عسكري على الأرض منذ اليوم الأول لانطلاق عملية التدخل العسكري في اليمن ودعم تل أبيب لقوى التحالف”.
وكشف التقرير أنه “تم التفاوُضُ على هذه الحرب على مدى سنوات عدة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية لاستغلال احتياطي النفط في محافظة الجوف اليمنية والممتد إلى منطقة الربع الخالي”.
ونقل عن صحيفة “هآرتس” الصهيونية أن “الشركاتِ الرقميةَ وتجارَ الأسلحة والمدربين الإسرائيليين في الحرب والمرتزِقة الذين تدفعهم الشركات الإسرائيلية هم شركاء في التدخل العسكري في اليمن”.
كما أوضح أن صحيفة الخليج الإماراتية، ومقرها لندن، نشرت في سبتمبر 2018 ” مقالاً حول تدريب المرتزِقة الكولومبيين والنيباليين من قبل إسرائيل في قواعد التدريب في صحراء النقب جنوب إسرائيل، إذ تم تجنيد هؤلاء المقاتلين من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل المشاركة في حرب اليمن، بالإضافة إلى المصالح الاستراتيجية”.
الأطماعُ الأمريكية في “باب المندب”
وحولَ المطامع الأمريكية، أوضح التقرير أن تدخلَ الولايات المتحدة في الحرب على اليمن ينطلق من أهميّة “مضيق باب المندب” وليس من “كفاحها الزائف” ضد تنظيم القاعدة وتنظيم داعش.
وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة تستخدم مسألة “الإرهاب” كـ “ذريعة للبقاء” في اليمن، مشيراً إلى أن الإذاعة والتلفزيون السويسري (RTS) أكّــدا في أواخر مايو 2019 ” أن تنظيمَ داعش هو فرع من وكالة المخابرات المركزية “CIA”.
وأوضح أن المطامع الأمريكية في باب المندب هو السببُ الذي يجعل الولايات المتحدة “تعكف على دعم التحالف بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية وعمليات الاستهداف”.
حصةُ “باريس”
وتابع التقريرُ الكشفَ عن مسلسل المطامع الذي يقف خلف العدوان على اليمن، موضحاً أن فرنسا هي الأُخْــرَى شاركت في الحرب لتحقيق مصالح خَاصَّــة بها.
وأوضح التقرير أن “قصرَ الإليزيه أصدر أوامرَ لدعم عملية (عاصفة الحزم) في اليمن من أجل بيع الأقمار الصناعية إلى آل سعود وإحياء أنشطة الغاز في الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال التي كان على “توتال” وشركائها القيام بها”.
وأضاف أن “عناصر من القوات الخَاصَّــة الفرنسية تمركزوا بجانب قوات التحالف في محاولة لاستعادة ميناء الحديدة”.
وأوضح أنه منذ أبريل 2015 ” بات من الواضح أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” وكالة الاستخبارات الخارجية الفرنسية، قد وحّدوا جهودَهم لمساعدة المملكة العربية السعودية على استهداف وتخطيط عمليات القصف من خلال معلوماتهم القيمة”.
ومن خلال هذه المطامع، خَلُصَ التقرير إلى أن كُــلّ الأطراف المشاركة في الحرب على اليمن، تسعى في الحقيقة لتحقيق مصالحها الخَاصَّــة، تحت ذريعة “مواجهة إيران” في اليمن.