صنعاءُ ورجالٌ صدقوا .. بقلم/ عبدالجليل الموشكي
لا يخفى على أحدٍ ما مر به اتّفاقُ ستوكهولم من إخفاقات وما حظي به من الوقت والغطاء السياسي الأُمَــمي منذُ أن تم توقيعُ الاتّفاق بين الوفد الوطني من صنعاء ووفد مرتزقة الرياض في 13 ديسمبر 2019.
وفي كُــلّ مرحلة من مراحل تنفيذ الاتّفاق يتجلى الوفاءُ اليمني بالعهود وتتضحُ الرغبةُ بالسلام من قبل الوفد الوطني بقيادة عبدالسلام.
بينما ينكشفُ زيفُ الطرف الآخر نتيجةَ تشظي قراره وتبعية ذويه، ومع ذلك أيضاً يتبين للعالم هشاشةُ وضعفُ طرف التحالف وممثليه رغم القوة التي يمتلكها، ففي كُــلّ المراحل كان الأنصار هم السبّاقين في إعادة الانتشار، ويبقى المرتزقة على قارعة الانتظار في كُــلّ الملفات ومنها ملف الأسرى.
وماذا بعد؟ ما السر في ذلك؟
يعود ذلك بلا شك إلى العزيمة اليمنية والقوة والهُوية الإيمانية التي يتمتعون بها، وقد ذاق العدو في الحديدة على يدهم النكالَ، ما جعل الأُمَــم تُهروِلُ لإنقاذ التحالف من المُستنقع الذي غَرِقَ فيه.
بمعنى أن من كسر مئات الزحوف بالأرتال والجنود قادرٌ على أن يُنهي المعركةَ في أُتون أيام وهو في الوقت نفسه حاضرٌ للسلام لماذا؛ لأَنَّه يثقُ بالله وبقضيته ومظلوميته ويثقُ بشعبه.
وعلى العكس لم يبادر المرتزقة بإعادة الانتشار؛ لخوفهم على تلك المترات التي سيطروا عليها..؛ لأَنَّهم يعلمون أن أمامَهم مَن لن يسمح لهم بالبقاءِ على شبر من أرض الوطن ويُراوغون؛ بُغية إطالة أمد الاتّفاق؛ ظناً أنهم سينالون بالسلام ما لم ينالوه بالحرب، وفي الحقيقة ليسوا أهلاً للسلام ولا رجالاً للحرب.
وتمخض مَكرُ الأعداء فأنجب مولوداً حتى اللحظة يعيشُ في غُرفة إنعاشهم (ستوكهولم) ولم يخضع الطرفُ الوطني لتهديدات الدول الكبرى وسجّل موقفاً يحمِلُ هَــــمَّ الشعب والأرض على عكس طرفِ العمالة والارتزاق.
وليكتب التأريخ أن صنعاءَ انتصرت للحديدة سِلماً وحرباً.
حضرت في المقدمة للسلام واستبسلت دفاعاً في خُطوط الأمام، فسلامٌ عليها وعليهم ما تنفست البارود شموخاً بعد كُــلّ غارة يشُنُّها التحالُفُ الأرعن عليها منذ أعوام.