مجزرةٌ جديدة ونصرٌ قادم .. بقلم/ أمل المطهر
كما يفعل العدو الصهيوني حينما توجعه ضرباتُ المجاهدين في حزب الله يستهدف المواطنين الأبرياء علّه يحظى بلحظة نصر أَو يحصد نتيجة ترضيه وترفع من معنويات جنوده ومرتزقته أَو يستخدمها كورقة ضغط على قادة المقاومة ليتوقفوا عن ضربهم ويرفعوا راية الاستسلام ويرضخوا له.
وكانت النتيجة التي يحصدها دَائماً هي الفشل والغرق أكثر فأكثر.
ويتكرّر هذا النموذج في العدو السعودي فمنذ بداية العدوان على الشعب اليمني وهو يسارع لمداواة جروحه وترميم كبريائه بقتل الأبرياء واستهداف المدنيين، وكل ما يجنيه هو المزيد من الغرق في بحر تلك الدماء وانكشاف سوءته أمام العالم بأنه مجرد نظام عميل متصحر صنع كي يخدم أمريكا ويدعم إسرائيل ويقتل الشعوب العربية والإسلامية ويمزقها بالحروب.
ومنذ الأربعة أعوام وهو يرتكب المجازر بأبشع الطرق ويمعن في سفك الدماء والإفساد للحرث والنسل في اليمن وكل ما يجنيه هو المزيد من الهزائم المزيد من تجرع الويلات المزيد من الفشل والانكسار.
فمتى سيعي هذا العدو الغبي أن ارتكابه لتلك المجازر واتّخاذه لتلك الأساليب القذرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يشكل ورقة ضغط على قوتنا الصاروخية لتوقف ضرب صواريخها ولا يمكن أن تجعل الطيران المسيّر يعود أدراجه تاركاً أهدافه دون إصابتها بدقة؟.
العدو الإسرائيلي لم يحتج إلى وقت كثير ليفهم هذه المعادلة حينما واجه المقاومة اللبنانية وبدأ باستخدام هذه الطريقة لإيقاف صواريخ حزب الله وضربات مقاتليه الأبطال وبدأ يعيد حساباته ويحسب كُـــلّ خطوة يخطوه باتجاه أبطال المقاومة في لبنان؛ لأَنَّه عرف أن استمراره في تلك المواجهة سيجعله في مأزق كبير، عرف أن التفاف اللبنانيين حول رجال المقاومة ودعمهم لها ولقائدهم السيد حسن نصرالله حفظه المولى لا يمكن أن تزعزعه صواريخهم ولا يمكن أن تؤثر في سير مقاومتهم له مهما كانت تضحياتهم ومعاناتهم، اكتشفوا أنهم يملكون سلاح الإيمان بالقضية وهو أقوى سلاح يواجههم.
لكننا هنا أمام النموذج السعودي الذي كان الأشد غباءً من بين كُـــلّ أعدائنا، فهو منذ أكثر من أربعة أعوام لم يدرك ولم يستوعب أن هذه المجازر وهذا الاستهداف وتلك الدماء هي من صنع الصواريخ وأنتج المسيرات وطوّر البالستيات.
لم يستطع ذلك العدو الغبي أن يقرأ الواقع جيداً؛ لأَنَّه يعاني من داء العظمة والكبر الذي يسيران به إلى حتفه المحتوم.
فالشعبُ اليمني منذ بداية هذا العدوان وهو متمسك بحقه في الرد والثأر لكل ما ألحقه به هذا العدو من أذى وضرر كبير لذلك أن تتزعزع ثقته بقيادته وبجيشه وبقوته الصاروخية فلو نظر العدو عن كثب إلى ما يجري في الشارع اليمني بعد كُـــلّ مجزرة يرتكبها لعرف جيداً أنه حشر نفسه في عنق الزجاجة وأصبح في وضع حرج.
صمود وثبات الشعب اليمني وإصراره على العيش بكامل حريته عزيزا كريما مهما كلفه ذلك هو الدافع الكبير لذلك المقاتل اليمني كي يصنعَ ويبتكر ويضرب العدو وهو الدافع للقيادة السياسية كي تعمل بكل جَدٍّ لتدعم الجانب العسكري.
وفي الأخير لا بُــدَّ أن يفهم العدو أن دماءنا التي تسفك منذ بداية عدوانه تصنع لنا نصراً وعزة وتحفر له هاوية سحيقة أوشك على الوقوع فيها.
والعاقبة للمتقين.