ضرباتٌ لوجستيةٌ.. وخسائرُ ثلاثيةُ الأبعاد .. بقلم/ حسن حمود شرف الدين
تستمرُّ قوى الاستكبار أمريكا وإسرائيلُ بالضغطِ على أبرزِ عملائِها -السعوديّة والإمارات-؛ بهدفِ استمرارِ العدوانِ على الشعبِ اليمني، رغم أن النظامَين السعوديَّ والإماراتيَّ بدءا يشعرانِ بألمِ شنِّ عدوانهما مع حلفائهما على اليمن، وبدءا يلمسانِ مدى استفادةِ اليمنيين من العدوان عليهم، خُصُوصاً في الجانب العسكري، الذي وصل مداه إلى منطقة الدمّام بالأمس القريب.
الإماراتُ اليومَ أمامَ مأزقٍ كبيرٍ، تريدُ إرضاءَ سَيِّدتِها أمريكا وتريدُ الانسحابَ من العدوان على اليمن وأن تحتفظَ بماء وجهها أمام شعبها.. هي مدركةٌ اليومَ أن مبانيَها الزجاجيةَ ومشاريعَها الاستراتيجية والشركات الاستثمارية الأجنبية أصبحت في مرمى نيران القوّة الصاروخية اليمنية.
بعد عملية الدمّام.. ستزدادُ وتيرةُ الخلاف بين الإمارات والسعوديّة، خُصُوصاً وأن السعوديّة مجبرةٌ أَكْثَــرَ من الإمارات للرضوخ للإملاءات الأمريكية، إذ أعلنت الإماراتُ قبل عدة أَيَّـام عن سحبِ قواتها من جنوب اليمن، وهذا يعتبرُ تمهيداً لانسحابِها من التحالف، وتبقى مشكلتُها متمثلةً في نقطتين، الأولى عدمُ أخذِ الموافقة من أمريكا، وبالتالي لا تأمن شرَّها، وسيكونُ للنظام الأمريكي رَدٌّ لا يُرضي الإماراتِ بخروجها عن السمعِ والطاعة.. والنقطةُ الثانية الموانئُ اليمنيةُ التي ستتنفسُ الصعداءَ بعد خروجِ الإمارات، إذ كانت الإماراتُ تبنّت بعقد إيجار تشغيلَ الموانئ اليمنية خُصُوصاً ميناء عدن، وبمشاركتها في العدوان تعتبرُ هذه الاتّفاقيات والعقود بحكم الملغية.. وبالتالي في كلتا الحالتين الإماراتُ أمام خسائر ثلاث الأبعاد.. البُعدُ الأولُ: خسائرُ ماديةٌ وبشريةٌ خسرتها خلال أَكْثَــرَ من أربعة أعوام.. والبُعد الثاني: خسائرُ ماديةٌ قد يفرضُها عليها النظامُ الأمريكي؛ بسَببِ سحب قواتها.. والبعدُ الثالثُ: خسائر مادية؛ بسَببِ إعادة تشغيل الموانئ اليمنية.. ولا ننسى هنا البُعدَ الرابعَ “بُعد إضافي” وهو إلزامُ الإمارات بالتعويضات للشعب اليمني عن الجرائم والانتهاكات والخراب الذي ساهمت فيه منذ أول يوم عدوان على اليمن حتى إعلانها الانسحاب.
ما ستمُرُّ به الإماراتُ هو نفسُه ما ستمرُّ به السعوديّة، فالضرباتُ اللوجستيةُ التي تتبناها القوةُ الصاروخية للجيش واللجان الشعبيّة اليمنية هي إحدى الانتصارات التي يحقّــقها اليمنيون على قوى تحالف العدوان، وهذه الانتصاراتُ باختلافها “صاروخية، طيران مسيّر، اجتياحات، صد زحوفات، سيطرة على مواقع… إلخ” وقبلها الاعتمادُ على الله سبحانه وتعالى ويقينُ الشعب اليمني بأن اللهَ معنا، كُلُّ هذا كفيلٌ بإرغام النظام السعوديّ على توقيف العدوان.
وهُنا وبعد إعلانِ النظامِ السعوديّ العدوان على اليمن سنكونُ أمامَ سيناريوهين لإيقافِ العدوانِ، السيناريو الأولُ أن يتوقفَ العدوانُ بقرار سعوديّ، وهذا سيناريو ضعيفٌ جداً؛ لأَنَّ القرارَ السياسيَّ للنظام السعوديّ بيد أمريكا.. والسيناريو الثاني أن يتوقفَ العدوانُ من واشنطن وعلى لسان الجبير وزير خارجية السعوديّة، الذي أعلن انطلاقَ ما تسمى بعاصفة الحزم، سيعلنُ إيقافَ العدوان، وهذا الاحتمالُ الأقوى، والذي قد تثبته الأَيَّــامُ الحبلى بالأحداث المتسارِعة والمفاجئة، فقد ينهار النظامان السعوديّ والإماراتي.. “وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ”.