نصيحةُ محب مشفق .. بقلم/ يحيى المحطوري
السلامُ على حمَلَةِ راية العِلم والجهاد ورحمة الله وبركاته..
أما بعدُ..
أوجِّهُ إليكم رسالتي هذه باسمي ونيابةً عن رفاقي المجاهدين في كُــلّ الجبهات..
لا نخفيكم أنه قد ساءنا كثيراً ما علمناه يقيناً من صمتِكم عن الحديث عن إدانةِ جرائم العدوان ، وامتناعِكم عن إنكارِ منكَرِها وباطلِها بالقلب أَو اليد أَو اللسان..
وقد ساءنا أَكْثَــرَ موقفُكم المؤيِّدُ للعدوان ، بالتحريض المستمر على مجاهدي الجيش واللجان ، وعملكم الدؤوب على التثبيط والتدجين والخذلان.. بلا حُجةٍ ولا دليل ولا برهان سوى مبررات القعود التي زينها لكم الشيطان..
إننا ومن بين أزيز الرصاص ولهيب النيران وقصف الطيران ، من بين أنين الجرحى وأشلائهم ، وتضحيات المجاهدين وبطولاتهم.. نرفعُ إليكم نصيحةَ المحب المشفق عليكم ، العالم المجرب بمكائد الأعداء ومؤامراتهم، وننبهُكم على خطورةِ موقفِكم المخالِفِ لعلماء العترة الطاهرة خصوصاً ، ولعلماء اليمن عموماً ، وخطورة انحرافكم عن منهج إمامنا زيد بن علي عليه السلام ومنهجِ آبائه الطاهرين ، وآثاره الكارثية على عاجلِ دنياكم وآجلِ آخرتكم..
وتذكّروا قولَ أمير المؤمنين عليه السلام: {إن معصيةَ الناصح الشفيق العالم المجرَّب ، تورثُ الحسرةَ وتعقبُ الندامةَ}.
إخوتي الأعزاء..
لقد أجمع علماءُ اليمن الكرام ، على قداسة المعركة الجهادية التي نخوضُها ضد أشرار أهل الأرض من أكابر الطغاة والمجرمين والظالمين ، واليهود والنصارى الضالين والمضلين ، ودفعوا إلى جبهاتها أبناءَهم ، وقدّموا في سبيل مواجهتها فلذاتِ أكبادهم ، وذلك معلومٌ بالضرورة ومعلَنٌ في بياناتهم واجتماعاتهم ومواقفهم..
فكيف استجزتم تأييدَ العدوان بصمتكم عن جرائمِه ومنكرِه؟! ، وكيف استبحتم إعانتَه بتشويه المجاهدين ضده.. المدافعين عنا وعنكم؟! ، وكيف انحزتم إلى صفه في ظلم المستضعفين من أبناء شعبكم اليمني؟!..
احذروا مكائدَ العدوّ واستدراجِه لكم لإتيان الفتنة ، فواللهِ لو دخلت عليكم من أقطارها فلن يسألَكم الفتنة أَو يرى لكم جميلاً في وقوفِكم إلى جانبه لكنه سيسومُكم العذابَ ويوسدكم الترابَ وينتهكُ الأعراضَ ويستبيحُ الحرماتِ، وسيروا في الأرض وانظروا كيف كانت عاقبةُ الذين من قبلكم.. وفي ذلك عبرةٌ وعظةٌ لنا ولكم إن كنتم تعقلون..
وبعد انكشاف الأمور وتجلّى الحقائق: إننا لنخشى عليكم أن ينطبقَ عليكم قول الله {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً}.
وإننا نخافُ أن يكونَ رفضُكم للحق حين قُدِّمَ إليكم منذ بداية العدوان ولم تؤمنوا به أول مرة ، أن يكونَ ذلك سبباً في تقليبِ قلوبكم وأبصاركم فيحق عليكم قولُ الله جل شأنُه:
(وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ، وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ)..
أيها الإخوة:-
عودوا إلى رُشدِكم وصوابِكم ، وأنصفوا الشعبَ وقائدَه من أنفسكم ، فلا حجةَ لكم فيما تفعلون ، ولا ذريعةَ لكم في مذهبكم الذي إليه تجمحون ، ولا دليلَ لكم فيما كنتم فيه تفترون ، ولا وسيلة تنجيكم من عقاب الله وغضبِ الشعب الذي إليه يد السوء تبسطون..
لقد صبر عليكم الناسُ أعواماً وتركوكم تعملون ما تشاؤون ، ولم يمنعوكم ولم يكمّموا أفواهكم ، رغم كُــلّ ما بدَرَ منكم من سوءِ القولِ وقبيحِ التضليلِ والتدجينِ والتخذيل والتثبيط..
لقد تحدثتم بالأمس عن تجنبكم للسياسة كَثيراً ، فكشف الواقعُ بُطلانَ ما ادّعيتم وأثبت بأحداثِه ومواقفِكم أنكم في أسوأ دهاليز السياسة دخلتم.. ومع أخبث وألعن قادتها عملتم..
واليوم تتحدثون عن تجنُّبِ المواجهة والصدام مع كافة أبناء الشعب وبها بدأتم..
وفي هذه النصيحة المرفوعة إليكم بلاغٌ واضحٌ مبين ، ودعوةٌ صادقةٌ للمنصفين ، وإعذارٌ إلى الله سبحانه فيما سيحدُثُ لكم من عواقبَ وخيمةٍ لوقوفكم مع الظالمين.. فكفوا عنّا وعن أبناء الشعب ألسنتَكم وأيديكم ، فلن تنفعَكم أموالُ السعودية التي تجمعون ، إذا خسرتم وطنَكم الذي إليه تنتمون.. فلا تشتروا الأبعدين بالأقربين ، ولا تتقربوا إلى الظالمين بالوقوف ضد المظلومين..
واعلموا يقيناً أن من لا يقبلون دعواتِ النصح والعتاب سينالهم من الله بما كانوا يفترون أشد الخري والعذاب..
ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
والعاقبةُ للمتقين..