صريرُ الموت .. بقلم/ رقية فؤاد
في أرضٍ مستوية كُلٌّ يسير في طرق مختلفة، ولغاية محدّدة، ويمضي اليوم بسلام.. لكن، ها هنا في اليمن لا يعود من خرج إلا أشلاءً..
عدوان سافر، بطش وتجبر ولم يأبه للخسائر، يسعى لإنهاء كُلّ ما يدعو للإنْسَانية والعزة.
أربعة أعوام وَ54 يوماً، شهد اليمنيون فيها أشنع الجرائم، وأحر الفقدان، وأهوال لم تُرَ على مر الزمان من قِبل العدوان الصهيوأمريكي.
في شهر يوليو من العام الثالث للعدوان تم استهدافُ حافلة مليئةٍ بالأطفال في مديرية ضحيان بصعدة، لم تكد القلوب تُشفى من الألم الذي أصابها حينها، إلا وأتت طائرات الجرم في اليوم ال 55 بعد الأربعة الأعوام، قاذفةً سمومَ صواريخها على سوق شعبي في محافظة صعدة وخلفت بذلك شهداء وجرحى من الرجال والأطفال.
جريمة سوق آل ثابت تضاف إلى مئات بل آلاف جرائم لهذا العدوان الطاغي.
لم يعد يهنأ للناس العيش، فما إن يضعوا رؤوسهم للنوم، أَو يخرجوا سوقاً، أَو يحتفلوا بعرسٍ، أَو يذهبوا حتى لعزاء، إلا وأصوات صرير الصواريخ التي تحمل نهايتهم المحتمة فوق رؤوسهم.
تلك الصرائر التي لا تعريفَ لها بنظري سوى صرير الموت، امتلأت القلوب حزناً وألماً، وتلك الدماء صُبت فيها ك نار تحرقها..
ولكن.. كالعادة لن تنتظروا كثيراً للردِّ يا جرذان، نار الغضب تشتعل يوماً عن يوم ولن يطفئ لهيبُها سوى اشتعالكم بها، ولا محال، العين بالعين والبادئ أظلم، فترقبوا كأساً من صديد، والمزيد..