السقوطُ الأممي والخِزي الدولي أمام جرائم تحالف العُدواَن .. بقلم/ مطهر يحيى شرف الدين
سقطت هاماتُهم وصفاتُهم الأمميةُ التي يظهرون بها أمام العالم وتكشفت عناوينُهم الزائفة وتعرّت أدبياتُهم الصوريةُ التي يتباهون وَيتشدقون بها، وكشفوا عن وجوههم القُبح والجبن حين سقطت صواريخهم وقنابلهم على رؤوس المدنيين الأبرياء الأطفال منهم والنساء والمُسن منهم والعليل منذ مارس 2015م وليس آخرها الصواريخ التي أسقطوها على آل ثابت مديرية قطابر.
سقطت نيرانُ تحالف العدوان الحاقدة اللئيمة على سوق آل ثابت لكن المكان الجامع لضحايا العدوان في هذه الجريمة ثابت وراسخ فهم رغم إجرام وطغيان دول العدوان ثابتون راسخون حسبهم الله ونعم الوكيل ورحم الله من اصطفاهم الله شهداء وهنيئاً لهم نيل الشهادة، ونسأله تعالى أن يشفي الجرحى بحوله وقوته وأن يُجبر مصاب المكلومين.
ولأدعياء الحقوق والحريات وَالإنْسَانية سهامٌ هي الأُخْرَى مؤلمة وقاتلة، فالصمت على العدوان وعلى النيران الموجهة نحو المدنيين الأبرياء هو قصفٌ من نوع آخر يرقى إلى جريمة وَإذَا كان الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس فماذا يقال للساكت عن الجريمة بل عن مئات الجرائم بل عن آلاف الجرائم ضد الإنْسَانية وجرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات التي تمس بسيادة الدول وباستقلالها وحصار الملايين من الناس وتجويعهم وإحداث أَكْبَر أزمة إنْسَانية في العالم كما وصف ذلك غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة.
سقط ميثاق الأمم الذي يدّعي الدفاع عن حرية الشعوب في عقائدهم وثقافاتهم والذي يحث على وجوب السلم والأمن والتعايش ويحمي سيادة الدول، وعجزت اتّفاقيات جنيف عن حماية الأعيان المدنية والمدنيين.
سقطت عهود الأمم المتحدة المتعلقة بالحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية ولم يعد لها أثر على الواقع وثبت ضحايا سوق آل ثابت على الحق وعلى القضية العادلة وعلى الثوابت الدينية والأخلاقية.
سقط مجلس حقوق الإنْسَان قيمياً وإنْسَانياً وهو السقوط الذي لا علو فيه ولا سمو إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والله خير الحاكمين، سقطوا منذ سنواتٍ خمس بعد أن امتلأت خزائنهم بالأموال الخليجية المدنسة.
سقطت بقايا أصواتهم وتنديداتهم ومواقفهم التي كنا نعتقد أنها تهز العواطف أَو تمنع العواصف والمرتزِقة الزواحف أَو تحل الأزمات أَو تواجه ظلماً وطغياناً لا يرحم.
سقطت قرارات الأمم المتحدة ومبادئها المتعلقة بمهنية وشفافية وحيادية وسائل الإعلام وعدم التحريض على الحروب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم المساس بسيادة الدول وقراراتها الداخلية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
سقطوا بعد أن تعثرت طاولة الأمم وسقط قرارهم التابع والمسيّر والمحكوم بأيدٍ غربية وبمالٍ خليجي ونفوذ أمريكي وبتوجهاتٍ صهيونية وإملاءاتٍ تُرضي قوى ودول الاستكبار العالمي.
سقطوا وتاهوا وأصبحوا مضطربين يدورون حولَ بعضهم البعض يبحثون عن إثبات حضورهم ونفاذ قرارهم على الساحة الدولية وبين أوساط المجتمع الدولي.
سقط احترامهم وهيبتُهم وأصبحوا حمقى وسُذجاً حين ينددون بتجنيد الأطفال وينسون أَو يتناسون آلاف الجرائم والانتهاكات بحق الشعب اليمني الحر، فما من مواطن يمني على الأرض اليمنية إلا وهو مكلوم مظلوم وضحية من ضحايا العدوان فالحصار المطبق والخانق على شعب بأكمله جريمة والأزمة الإنْسَانية وانقطاع المرتبات جريمة وطباعة المليارات من العملات الوطنية بدون غطاء نقدي جريمة تولد عن ذلك غلاء الأسعار بشكلٍ جنوني أرهق المستهلك اليمني الذي لم يعد قادر على اقتناء أدنى مقومات الحياة من القوت الضروري.
سقط العملاء وضلوا الطريق فتاهوا وانحرفوا عن هدى الله واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً وقد بشر الله المنافقين بالعذاب الأليم؛ لأَنَّهم اتخذوا أولياء من دون الله وابتغوا عندهم العزة ولله العزة جميعا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ..