ليت كُــلّ المدن كصنعاء .. بقلم/ دينا الرميمة
صنعاءُ التي بكل حنان كأُمٍّ احتضنت الجميعَ دون تمييز، وبعينِها شملتهم، وتحتَ جناحَي الود والرحمة ضمتهم، كانت الملاذَ الآمِنَ للجميع من مختلف المدن اليمنية، صنعانياً أكان أَو تعزياً، مأربياً أَو عدنياً، حضرمياً أَو صعدياً، فالجميع عندها (ابن) يحمل اسم اليمن.
بعكس بقية المدن اليمنية التي غزاها مُخَطّطُ العدوان القذر في تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني، وتمكّن من عقول المغفلين منهم، وأصبح مكشوفاً للجميع خاصةً بعد ما رأيناه بالأمس من مشاهدَ مؤلمةٍ تصرّف فيها الجنوبيون بغباء وبكل ما تحملُه العُنصريةُ والمناطقية من معانٍ قبيحةٍ مع أبناء المحافظات الشمالية الذين تم ترحيلُهم قسراً من المدن الجنوبية وإحراق أماكن رزقهم.
بدلاً عن أن تُوجَّه رياح غضبهم باتّجاه الغازي المحتلّ الذي أذاقهم الذلَّ وجرّعهم كُلَّ صنوفِ التعذيب والإهانة على أرضهم وأصبح مكشوفاً لديهم حقيقتُه الطامعة في أرض الجنوب.
بالطبع ليس فقط الجنوبيون هم من استسلموا لمُخَطّط التمزيق والعنصرية، فكثيرٌ من المدن اليمنية غزتها ريحُ هذا المُخَطّط القذر!
لنأخُذْ على سبيل المثال تعز!.
تعز التي كانت معروفةً للجميع بمدينة الثقافة والعلم، ولكن ربما كانت هي أَكْثَــرَ المدن تأثُّراً بسموم العدوان التي بثها في عقولهم منذ زمن بعيد وظل يُفرّخ في أوساطهم الطائفية وَالمناطقية والعنصرية والتي وجدت لها حاضنةً؛ بسَببِ التهميش المتعمَّد لأبناء تعز من قبل النظام السابق الذي نشر الفقر بينهم وتجاهَلَ مؤهلاتهم العلمية التي تعطيهم الأولوية في الوظائف الحكومية.
فكانت السعودية هي مَن تستقطبهم إلى فكرها ومُخَطّطها مع الدعم المادي وَفعلاً استطاعت أن تضُمَّ بعضَهم تحت جناحها.
وبالطبع أنا لا أتكلم هنا عن الجميع إنما عن البعض من أبناء تعز وحتى بعض أبناء بقية المحافظات اليمنية.
إلى أن بدأت الحربُ على اليمن التي أعطتهم الضوءَ الأخضرَ في تنفيذ مُخَطّطهم ليكونَ أول الضحايا هم من أبناء تعز وعلى يد أبناء تعز ذاتهم.
بيت الرميمة وبيت الجنيد كانوا أول من تجرع سموم الطائفية على أيدي أبناء تعز الذين ارتكبوا فيهم أَكْبَــر المذابح والمجازر، على خلفية طائفية بحتة، وتم تهجير من تبقى منهم قسراً وأصبحت تعز محرَّمة عليهم.
الآن بعد ما انكشفت ورقةُ العدوان الأخيرة التي راهن عليها في تفكيكِ وَحدة اليمن وتقسيمه، هل سيتنَّبهُ أبناءُ اليمن سواء بالمحافظات الشمالية أَو المحافظات الجنوبية ليعلنوا رفضَهم التقسيمَ والتفكيكَ؟؟
وهل سيحكمون عقولهم وَيستخدمون حكمتهم لإفشال هذه المؤامرة الخبيثة وكسر كُــلّ الأيدي الخبيثة التي تُنفّــذ للعدوّ مطالبه؟؟