ملامحُ المرحلة الجديدة في خطاب قائد الثورة: لا أمانَ للإمارات والسعودية إلا بوقف العدوان
المسيرة | خاص
وجّه قائدُ الثورة، السيد عبدُ الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه، أمس الأحد، جملةً من الرسائل الهامة والحسّاسة لدول العدوان ومرتزقته، وهي رسائلُ جاءت مختلفةً بشكل لافت عن سابقاتها من حيث منطقها وحيثياتها، فبين نصيحته للإمارات بأن “تصدُقَ” في إعلان الانسحاب من اليمن، وتحذيره لها في الوقت ذاته من العواقب “الاقتصادية” بالذات، لاستمرارها في العدوان، وبين “وعيده” الصريح للنظام السعودي من تصعيد الضربات اليمنية عليه وتذكيره بـ “عملية التاسع من رمضان” على وجه الخصوص، ظهرت بوضوح ملامحُ “المرحلة الجديدة” من مواجهة العدوان، والتي يتحدث فيها اليمنُ بمنطق “المتحكم” في مسار المعركة والمستعد لكل الخيارات، بعد أن أثبت اقتداراً عسكرياً لا زالت مفاجآته تتوالى يوماً بعد يوم، في الوقت الذي بات “العدوان” فيه يتحدث عن هزيمته بنفسه، وتحيط به فضائحه وجرائمه من كُــلّ جانب.
اقتصادُ الإمارات مرهونٌ بجديتها في الانسحاب
فيما يخص الإمارات، وفي أول رد منه على إعلان “انسحاب القوات الإماراتية من اليمن” اتخذ قائد الثورة موقفاً مثالياً جمع بين منطق الحرص على السلام “الحقيقي” ومنطق “القوة” والاقتدار العسكري، إذ وجّه “نصيحةً” للإمارات بأن “تصدُقَ وتكون جادةً في الإعلان عن الانسحاب لمصلحتها على المستوى الاقتصادي وكل المستويات الأُخْــرَى” مؤكّــداً أن “استمرار الإمارات في العدوان وفي احتلال اليمن يشكل خطورةً عليها وهي تتحمل مسؤولية ذلك”.
معادلةٌ حسَّاسةٌ رمى فيها قائدُ الثورة الكرة في ملعب أبو ظبي، إذا ما كانت تريد النجاة من عواقب العدوان على اليمن، متوعداً، من موقع قوة، بأن نتيجةَ عدم جدية هذا الخيار ستكون كارثيةً على أبو ظبي، لا سيما وأن إعلانها عن الانسحاب يبدو بوضوحٍ أن هدفَه تجنب مصير المنشآت السعودية التي تتلقى الضربات النوعية بشكل متزايد، وبالتالي فإن موقفَ الإمارات لا يسمح لها بأن تحاول استخدام إعلان انسحابها كورقة للمراوغة؛ لأَنَّ ها باتت تعرف العواقبَ مسبقاً.
للسعودية: لدينا مزيدٌ من الضربات الموجعة
أما فيما يتعلق بالسعودية، فقد حملت رسائل قائد الثورة “وعيداً” عسكرياً صريحاً عكس أَيْــضاً موقف “القوة” التي يتحدث منه، إذ أكّــد أنه “كلما تمادى السعودي في عدوانه فلن نألوَ جهداً في الرد بما نستطيع من ضربات موجعة”، محذراً النظام السعودي الذي وصفه بأنه “يغرق أَكْثَــرَ وأَكْثَــر في العدوان “من “تأثيرات الضربات الموجعة عليه وعلى من يقف وراءه من قوى دولية على رأسها أمريكا”، ومذكراً بـ “عملية التاسع من رمضان” التي استهدفت محطتي نفط لشركة أرامكو في الرياض.
وأضاف قائد الثورة بالنبرة ذاتها أن “الاستمرار في العدوان على اليمن والتصعيد سيقابله مزيدٌ من التصعيد من جانبنا”، مُشيراً إلى الوضع الذي باتت عليه السعوديةُ بعد أربعة أعوام، حيث “بذلت كُــلّ جهدها في اليمن وحلبها الأمريكي حتى يكاد ضرعُها أن يجف”.
استخدامُ قائد الثورة وصفَ “الموجعة” للضربات اليمنية بشكل لافت، وتذكيرُهُ بعملية التاسع من رمضان، وبالعجز السعودي، شكّل جملةً من “محددات” المرحلة الجديدة من مواجهة العدوان، والتي يتضح من خلالها أن الاقتصادَ السعودي سيكون ثمن استمرار العدوان على اليمن لفترة أطول، وهو ما يعني ضربَ المملكة في مقتل، ويزيد من “حساسية” هذا الوعيد أنه يأتي على ضوء واقع استثنائي من التطور العسكري، فرضته قواتُ الجيش واللجان خلال الفترة الماضية بشكل واضح داخل العمق السعودي، سواء فيما يخص تعطيل المطارات، أَو فيما يتعلق بضرب “الدمام” والكشف عن منظومات صاروخية متطورة ومجنحة.
مع ذلك، وكعادته في “إقامة الحجة” وإثبات حرصِه على السلام، لم يفوِّتْ قائدُ الثورة فرصةَ دعوة السعودية إلى تدارك نفسها، مؤكّــداً أن “مصلحتها ومصلحةَ المنطقة هي السلام والكف عن العدوان” وَ”أخذ الدرس والعبرة من صمود وتماسك الشعب اليمني”.
النظامُ السعودي غيرُ جدير بإدارة المشاعر المقدسة
حديثُ قائد الثورة عن السعودية تضمّنَ جانبَ “الحج” أَيْــضاً، حيث أكّــد السيد أن “النظام السعودي يستغلُّ فريضةَ الحج استغلالًا سياسيًّا ويضع قيوداً كبيرة على اليمنيين وغيرهم وعليه مراجعة حساباته”، وأضاف أن “موقف النظام السعودي المعادي للشعب اليمني كان له تأثير كبير على إمكانية الذهاب لأداء فريضة الحج” وأنه “كلما أدخل النظام السعودي المشاعر المقدسة في مواقفه وحساباته كلما أثبت أنه ليس جديراً بإدارتها”.
وعبّر قائدُ الثورة عن إدانته لـ “كل أشكال الاستغلال لفريضة الحج بما في ذلك الخطابات التي تتبنى مواقفَ معاديةً للشعب اليمني والأمة ومؤيّدة للتطبيع”، في إشارة إلى ما يقوم به دعاة النظام السعودي من ترويج وتأييد لما يسمونه “التقارب” مع الكيان الصهيوني.
ما يحدُثُ في عدن فضيحةٌ للعدوان وعملائه
وعن الوضع في الداخل اليمني، تحدث قائدُ الثورة عن ما يجري في محافظة عدن المحتلّة هذه الأيام من جرائم تهجير وترحيل تقوم بها مليشيات الاحتلال، حيث أكّــد أن هذه الممارسات “تكشف حقيقة مشاريع التقسيم والتفتيت الأجنبية في بلدنا بعناوينها المذهبية والمناطقية والعنصرية” وأنها تشكل “فضيحة للعدوّ وعملائه” وَ”يجب أن تواجَهَ بالإدانة وتعزيز الروابط الأخوية”، مُشيراً إلى أن المرتزقةَ الذين يرتكبون هذه الممارساتِ “يمجّدون الإماراتي المحتلّ ويكرهون أبناءَ بلدهم ويعادونهم ويعتدون عليهم”.
وأوضح أن “العدوّ يحرص أن تكون الحالة السائدة في اليمن هي حالة التفرق والتباعد والاقتتال والمشاكل والأزمات” لافتاً إلى أن “مصلحة اليمنيين هي في الأُخوّة والتعاون والسلام والاستقرار”.