ماذا بعد أربعة أعوام من العدوان؟

غيداء صدر الدين

توقّفت عقاربُ الساعة على يوم مصلوب وتشابكت أصابعُ الأيام على إناء مقلوب، وتداخلت خِيل الليالي حين أُعلنت حرباً بلا أقدام، وانصراف دماء زكية دونما عودة.

توحدت ساعات الليل بأزيز الطائرات وأصوات صواريخ تهوي فتعني أن ثمة أرواح تستنشق أتربة أسطح المنازل والجدران المعتقة التي انقضت وتهاوت بلا رفق عليها ليُعلن عن أصحابها بعد ذلك ضحايا ومفقودين تحت الركام، حربٌ هوجاء أُعلنت في ليل أعمى، جُمعت به كُــلّ رياح الشر لتسمى بذلك عاصفةً للحزم!!

كائن يُحلق في السماء، يُداعب الموت ويقذفه بعد ذلك من جوفه صواريخُ تأخذ في طيات دخانها وكثافة اسودادها أرواحاً نحبها وعيوناً نفتقدها وقلوباً رغم دوام البعد لازلنا ننتظرها عند أبواب المواعيد.

في ظل صمت مرعب ولا إنسانية، أجمع العالم أن ثمة أشخاصاً موتهم سببٌ لارتقاء العالم!

العالم المقيد بنفط السعودية وغازها ومخدراتها، العالمَ المدين للسعودية بوباء لحظاته واسوداد وجهه وأعوامه وساعاته.

السعوديةُ تدرك جيداً أنها تورطت هاهنا وأن عنقَ الزجاجة الذي حُصرت به بات أضيقَ من اليوم الذي سبقه ولكنها لا زالت مُصرة على البقاء، ليس لتحقيق أهداف أخرى لم يكن لها أول ليكن لها آخر وإنما حباً في الانتقام، الانتقام لنفوذها الذي راهنت عليه وقوتِها التي أسمتها عاصفة!

إن غباءَ مملكة الشر يدفعها للاستمرار في هذه الحرب العبثية رغم إدراكها أننا طوفانٌ عارم يعصف ومن ثم يبتلع.. غباءُها الذي لا زال يقودها نحو الأسفل، فكلما اقتربت شددنا بكلتي يديها لندخلها دوامةً هزيمتها وموتها المحقق، فكلما حاولت التشبث بيد حليفٍ جديد وقعت وإياه في أحضان الموت لا غير.

إن تنقلَ السعودية بين الدول النائية بحقائبَ مليئة بالمال الأجنبي أمرٌ مغرٍ جداً لخوض تجربة نزال في سبيل تزايد أرقام تلك العملة ولكنها حين تضع المال في جيوبهم لا تخبرهم بأن الميدان لا يسع غير خيالٍ واحد وأمرُ اللهو في ميدانه محال.

إن ما بذلته السعودية لقتل اليمنيين ليس بالقليل وبالرغم من ذلك لا زالت تجني الخيبات التي تصب على رأسها من إناء أعددناه لموتها وكل حلفائها.

سعت السعودية أداةَ أمريكا القذرة للتخلص من انكسارها في اليمن من خلال التنقل بين أسماء عملياتها الفاشلة والتي لم تحقق هدفاً ولن تحقق.

نحن ندرك جيداً أن مملكة الطغيان تعاني من أزمةٍ حضارية طاحنة وصلت آخرَ مراحلها وأصبحت تهدّد وجودها على سجل التاريخ الآتي في مرحلة فاصلة من الأرض.

كما إننا نقر بأن مملوكةَ أمريكا تتنفس في القاع الخرافة، وتستحلب الأسطورة وتستطيب الهيام في العوالم السحرية فقط لتمارس جنون عظمتها وإنْ كانت في الحقيقة بقرةُ ترامب الحلوب.

بعد أربعةِ أعوام من العدوان، أربعة أعوام من الصمود والثبات والعطاء، أربعة أعوام من النفير والرفد والعمليات النوعية والصواريخ الباليستية التي لا زالت القوة الصاروخية تكشف عنها الستارَ حتى هذه اللحظة، بعد كُــلّ هذا الشموخ بات واضحاً للعالم المنافق والصامت بمال السعودية أن المملكة البائدة تنكر السلوك الإنساني، فهم في طبيعتهم الهمجية يؤمنون فقط بالقمع، القمع الفكري والسياسي وتضافره مع القمع التحريمي والتكفيري المحاط بعصور الانحطاط الخاص بهم والتي تجلت في باراتهم الليلية وانحلالهم الأخلاقي مؤخراً،  هو الأمر الذي هوى بهم إلى ذلك السقوط المدوي والمتكرر الذي حصدوه ولا زالوا من خلال خوضهم حرباً خاسرةً مع شعب له مع الصمود والانتصارات قرابة الدم باللحم.

بالأمس كان صدام يغزو جاراً عربياً بعد أن رفع لاءات اللهُ أكبر على أعلامه واستدعى رجالَ دين مشهوداً لهم بالكفاءة، يتقطعون الآيات التي تبرّر بل تُسوّغ بل وتدفع الى احترام نموذجه الطاغي، وبالأمس القريب وجدنا أيضاً من تغنّى بآيات الله لتجميل قبح آل سعود تحت راية الإسلام واسم الله، المدهشُ أن نجدَ بعض هؤلاء وبعد مرور أربعة أعوام على العدوان هم بشخوصهم في كلتا الحالتين يستثمرون العبرةَ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب من أجل دمار بلاد ما وعبادها والإضرار البليغ بالمقدس ذاتِه “الحياة” حتى وإن كان من يدعون إليها هم أبناءُ البلد نفسه وهم من باعوا ماء وجوههم بمال العدو لتعتليَ أحذيتُهم أكتافَهم فيصبحوا بذلك أجساداً بأحذية أمريكا وعملائها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com