جريمةُ التسرع في نشر الأخبار العسكرية
أكرم عبدالله الرحبي
هناك فئاتٌ من الناس تُحبّ وتعشق العجلة، ويريدون أن يكونوا هم السباقين في نشرِ أي أخبارٍ عسكرية هنا أَو هناك، سواءٌ كان خبر السبق هو..
“إطلاقُ صاروخٍ”.. سريعاً صاحبُ السبق الخبري وفي عجلة ينطلق لنشر خبر إطلاق الصاروخ “والصاروخُ عادةً في الجو يا خبير”.
“أو خبرُ جبهةٍ هنا أَو هناك”.. سريعاً في عجلة كُـلّ المعتاد ينطلق لنشرِ أخبارِ تلك الجبهات “والخبرةُ في الجبهة عادهم ما قد كمّلوا المهمة”
يريدُ صاحبنا المفسبك أن يكون هو الأول والسباقُ في نشر الأخبار الساخنة كيف ما كان.
طبعاً هذا الناشر العجّال لا يفهم، أَو يتناسى، أَو يتجاهل، أَو لا يبالي أنه يوجد أشخاصٌ في تلك المجموعات التي تُنشر فيها أخباره السبّاقة دائماً..
يتواجد فيها فئاتٌ بشريةٌ خليطةٌ من (الذباب الإلكتروني) من “المخترقين، والعفافيش، والإصلاحيين الدواعش، والدنابعة، والمرتزِقة الإعلاميين” والذين هم أصلاً يتغذّون ويتزودون على المعلومات الخطيرة منك “أنت” ومن غيرك يا صاحبَ السبق الخبري في الشأن العسكري.
هكذا تسببتَ أنتَ يا ناشرَ وصاحبَ السبق الخبري في إحداث الضرر الكبير لرجال الجيش واللجان الشعبية، وقد يُسبب تهورك لنشر الأخبار العسكرية قبل الإفصاح عنها ونشرها رسمياً، إلى وقوع شهداءَ وجرحى وباقي الكلام معروفٌ، فهل تفهم وتعي ذلك.
لماذا يا ترى لا تعترف بأنك إنسانٌ مغرورٌ ومعجبٌ بنفسك، وأنك تريد أن تكون في الصدّارة والمرتبة الأولى لنشر الأخبار أولا بأول، لا تبالي أدى نشرك لتلك الأخبار إلى إحداث أضرار كبيرة لا تبالي بهم أبداً، ألا تحسِبُ حسابَ الله، ألا تخاف من الله، أنت مسؤولٌ أمام الله على ما نشرت حتى ولو كنتَ مجردَ ناقلٍ فقط لأخبار الجيش واللجان قبل نشرها رسمياً عبر قنواتها الرسمية.
فعلى كُـلّ من ساهم في نشر تلك الأخبار عليه أن يبادر إلى الرجوع إلى الله والاستغفار والإقلاع عن نشر هكذا أخبار عسكرية.
فالحذرُ الحذرَ يا مؤمنون من تكرار الأخطاء، والدين النصيحة.. فتقبّلوا النصيحة.
يقول الحق جل في علاه..
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَو الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وإلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا).
صدق الله العلي العظيم.