وانقلبَ السحرُ على الساحرِ

أميرة السلطان

إنّ من يدققُ النظرَ فيما يجري في اليمن من أحداث ووقائع وتطورات يجبُ أن يقفَ عندها طويلاً ويتأمل لكي يحلل ثم يستخرج الدروس والعبر.

قديماً عندما أرادَ فرعون أن يُثْبتَ أن نبيَّ الله موسى ما هو إلا ساحرٌ دجالٌ، وأنه ليس بنبيّ، حشر الناس وجمعهم ليقول لمن يحكمهم أنّ الغلبةَ له وأنّه الأقوى، وفعلاً كان لفرعونَ ما أراد، واجتمع الناس من كُـلّ أنحاء مصر بعد أن اتفق فرعون مع سحرته بأن يغلبوا موسى عليه السلام، ولكنّ إرادة الله فوق كُـلّ إرادة، وكان ذلك الجمع وأولئك السحرة شاهداً حقاً على صدق نبوة موسى وفي الحال “انقلب السحر على الساحر”.

وإذا عُدنا إلى الأحداثِ التي تجري الآن في اليمن فسنجدها هي نفس ما حدث لسيدنا موسى عليه السلام، فاليمن بلدٌ صغير أنهكهُ من تولّى أمره بالديون الكثيرة، ويحتل رقماً قياسياً في معدّلات الفقر والبطالة، ولا يوجد مجال يعتبر اليمن فيه متقدماً فكلّ شيء فيه يسير من سيء إلى أسوأ.

بلد لا يعرف عنه الكثير حول العالم أي شيء لدرجة أنه كان يُسأل السائل أين تقع اليمن؟ فتكون الإجابة وبكلّ سرعة لا أعرف!.

اليوم حشر العدوّ الأمريكي والإسرائيلي (فراعنةَ العصر) وكلّ من استطاعوا من أدواتهم؛ لتحطيم هذا الشعب وإذلاله وانتهاك كرامته؛ ليثبتوا للعالم أنهم أمةٌ لا تقهر!!

هذا كلّه جعلَ من الشعب اليمني يستفيق من غيبوبته التي طالت، ويعودُ للحياة من جديد ويصحح مساره الذي خرج عنه منذ عقود خلت.

وانقلب السحر على الساحر مجدداً؛ فهذا العدوان قد جعلَ من اليمني إنساناً يبحثُ عن البديل، يطور، يصّنع، يبتكر.

اليوم وبعد خمس سنواتٍ من العدوان أصبح العالم يعرفُ من هي اليمن، ومن هم أبناؤها، وأيُّ عقول وقدرات يمتلكون.

أصبحَ العالمُ اليوم يتابعُ كُـلّ جديد عن اليمن وأخباره، يبحث عن آخر الصناعات من الصواريخ، ويكتب التقارير عن قصف طيراننا المسيّر.

صحفٌ عالميةٌ كتبت عن اليمن واليمنيين كـ(الجاردين وواشنطن بوست وهارتز العبرية).

تحليلاتٌ في نشرات الأخبار وحوارات صحفية من العدو قبل الصديق، كما هو حاصل مع رئيس وزراء العدوّ الصهيوني “نتنياهو” وهو يُعربُ كُـلّ يوم عن قلقه من تنامي القدرات اليمنية.

قنوات بالعشرات باتت اليوم تنقل خطابات قائد الثورة نقلاً مباشراً.

تحالف عالمي أراد أن ينهي اليمن عن بكرة أبيه!!

ولكن في المقابل جعل من الشعب اليمني أكثر إصراراً من ذي قبل على أن يرفع من مستواه إلى عنان السماء.

فها هو ذا سحركم ينقلب عليكم وضرره قد طالكم، وسيطالكم حتى موعد النصر القريب.

والعاقبةُ للمتقين..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com