تحالفُ المهزومين يأكلُ بعضُه بعضاً
نجيب الأشموري
خلاصةُ ما يجري هو أنّ تحالفَ المهزومين فشلَ في إنجاز المهمة الموكَّلَة إليه من أمريكَا، وأدرك الأمريكيُّ أن بقاءَ الحربِ بهذه الطريقة يُعقّدُ من الهدفِ الرئيسي، خُصُوصاً وأن النتيجةَ اليومَ عكسيةٌ تماماً، إذ مثّل طولُ العدوان فرصةً لخصوم واشنطن في تعزيز قوتهم على نحوٍ لم يكُنْ للأمريكي فيه حسبان.
فقرّرت الإماراتُ بناءً على التوجّـه الأمريكي، المسارعةَ للانسحاب من الواجهة وإبقاءَ نفوذها عبر ميلشياتٍ أنفقت عليها الكثيرَ من الأموال، في مقابل ذلك يرفُضُ السعوديُّ أن يُترَكَ وحيداً، ويتحمّلَ نتيجةَ المعركة بمفرده، فاتّجه إلى أبو ظبي؛ لترتيبِ الخروج الهادئ وتسليم الأوراق في الجنوب للرياض.
اعتبرت أبو ظبي هذا التوجّـهَ السعودي محاولةً لتقليم أظفارها وإفراغاً لدورها في الجنوب تحديداً، فوجدتْ في التصعيد عبر مِليشياتها ضِدَّ أدوات الرياض الفرصةَ الأفضلَ للضغط على السعودية ودفعها للتعجيل في إخلاء مسؤوليتها ضمن إطار التحالف، وهو الخيارُ الذي لن تذهَبَ إليه الرياضُ مهما كلّف الأمر.
أمام الرغبة الإماراتية في الانسحاب من الواجهة وبقاء النفوذ تجد السعودية نفسها تواجهُ خيارَين سيئَين:
- الانسحابُ الإماراتيُّ يعني تحميلَ السعودية نتائجَ الحرب بكل تداعياتها.
- البقاءُ الإماراتيُّ يعني القبولَ بنفوذ أدوات أبو ظبي في أيّة تسوية.
وعليه فإن اشتعالَ المواجهات في عدن يعني تلاعُباً بالأوراق بين تحالف المهزومين ليس أكثرَ، تملك أبو ظبي خياراتِ مراوحةٍ أكثرَ، بينما تضيقُ على الرياض التي تجد في السلوك الإماراتي استغلالاً لوضعية السعودية التي لا ترغب بأن تنتهي الحربُ على اليمن بهذه النتيجة.
ختاماً: الفضلُ بعد الله للشهداء والجرحى، والشعب الصامد العظيم، في إرغام أكابر المجرمين من الأمريكيين ومن على شاكلتهم، وإعادة حساباتهم ليس لإيقاف المعركة بل للبحث عن استراتيجية جديدة تختلفُ كلياً عن غلطة ما سُمِّيَ حينَها “عاصفة حزم” التي أعلنت من الولايات المتحدة، واستئناف المعركة على يمن الإيمان.