(إنّ اللهَ معنا) منذُ الهجرة النبوية حتى عصرنا
أمل المطهر
درسٌ إلهيٌّ عظيمٌ من دروس الهجرة النبوية الشريفة الكثيرة تجلّى واضحاً منذُ الهجرة النبوية وحتى هذا العصر.
تلك الجملةُ القصيرةُ في محتواها الكبيرة والواسعة في فحواها.
(إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) خرجت من فَمِ النبيِّ الطاهر الواثق بربه وبنصره في ذلك الموقف العصيب لعظم معرفته بالله.
قالها رسولُنا الكريم بقلبه قبل أن ينطقَها لسانُه الشريف، فأنزل اللهُ السكينةَ على قلبه، نتيجةً واحدةً لتلك الثقة العظيمة، أتت بعدها نتائجُ باهرةٌ وآياتٌ بيناتٌ، فانتصر اللهُ لنبيه ولدينه وأظهره على الدين كله.
من بعد (لا تحزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).. أصبحت دولةُ الحق هي الباقيةَ وزالت دولةُ الباطل، وبدأت مرحلةٌ جديدةٌ لنشر دين الله وتوسيع النور المحمدي ليصلَ إلى العالم بأسره بقوته وعزته وبهائه.
وما زالت (إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) تصنعُ المعجزاتِ حتى اللحظة، فتتجلى لنا آياتُ النصر والتمكين لعباد الله المخلصين المؤمنين الواثقين به المستشعرين وجوده معهم في كُـلّ لحظاتهم وحركاتهم وسكناتهم.
(إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) في عصر الرسالة النبوية، وضعت أولَ خطوة وأسّست لبناءِ الأمة القوية التي لا تخشى سوى مِن تقصيرها في حق الله ولا ترجو سوى رضاه، وحينها فقط ستكونُ أمةً جديرةً بالاستخلاف في هذه الأرض وجديرةً بأن يكونَ اللهُ معها في كُـلّ أمورها.
(إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) في عصرنا، هذا جعلت الشعبَ اليمنيَّ يجتازُ العواصفَ ويصنعُ المعجزات.
جعلته يثبُتُ ويصمُدُ، صنعت منه شعباً لا يُكسَرُ وجيشاً لا يُقهَرُ وقيادةً لا تُدحَرُ.
بـ(إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) صنع الشعبُ اليمني الصواريخَ والمسيّرات، ووصل صوتُه وصدى ثورته إلى العالم بأسره.
وبـ(إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) أصبحت أُمُّ الشهيد أيقونة للصبر وقوة الإيْمَــان وصارَت النساءُ هن من ينسُجْنَ ثوبَ النصر من نور صمودهن ووعيهن العالي.
أصبح الجميعُ في اليمن لهم هدفٌ واحدٌ هو اكتسابٌ المعية الإلهية ولا يرتجون لها بديلاً.
(إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) هي من أنزلت السكينة على قلوبِنا بالرغم من الخمسة أعوام من العدوان والتكالب الكوني، وما زالت تحتوينا، تحيطُنا، تدفعُنا إلى الأمام قدماً، وتعدنا بالنصر القادم الأكيد.