صحيفة ألمانية: إعلانُ سحب القوات الإماراتية اعترافٌ بانتصار اليمن
أكّـدت أن السعودية فشلت في تحقيق أي شيء وأن وضعها أصبح أسوأ مما كان عليه
المسيرة | متابعات
أكّـدت مجلةُ “در فرايتاج” الألمانية، أن لجوءَ الإمارات إلى إعلان سحب قواتها من اليمن، يمثل اعترافاً غير رسمي بانتصار “أنصار الله” في الحرب، وأن السعودية فشلت تماماً في تحقيق أَيٍّ من أهدافها برغم قيادتِها لـ”التحالف” وإنفاقها مبالغَ طائلة، مشيرة إلى أن التباين بين أبو ظبي والرياض يأتي أَيْـضاً ضمن هذا الفشل، وأن حكومة الفارّ هادي فشلت في أن تظهر كحكومة “شرعية” فيما أثبتت صنعاء أنها الممثل السياسي الأكثر أهميّة.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته تحت عنوان “انسحاب الإمارات.. نقطة تحول: هل النصر حليف أنصار الله في الحرب اليمنية؟”: إن “صناع القرار في جميع أنحاء العالم يتحدثون عن الآثار المترتبة على التراجع العسكري الواسع النطاق الذي أعلنت عنه الإمارات العربية المتحدة مؤخّراً في اليمن”، وإن “الفكرة السائدة أن هذا ما هو إلا اعتراف غير رسمي بانتصار حركة أنصار الله (الحوثيين) في الصراع”.
وأضافت الصحيفة أن الإمارات لم تكن لتلجأ إلى هذا الإعلان لو أنها تمكّـنت هي والسعودية من “الاستيلاء على ميناء الحديدة”، ما يوضح حقيقة أن الفشل العسكري دفع بالإمارات إلى سحب معظم قواتها من اليمن.
وقارن التقرير بين “أنصار الله” وحكومة الفارّ هادي، موضحاً أن اشتراك اللجان الشعبيّة والجيش اليمني في القتال لطرد جميع القوات الأجنبية من البلاد، جعل الحركة أكثر شمولاً وأوضح أهدافَها الوطنية والحرة والمقنعة.
وأضَافَ أن “أنصار الله” وحلفاءَهم نجحوا في أن يصبحوا “الممثلَ السياسي الأكثرَ أهميّةً في البلاد”؛ نتيجة لسيطرتها على مناطق الغالبية العظمى من سكان اليمن، فيما لا تتمتعُ حكومة الفارّ هادي بأي دعم محلي على الإطلاق، وأنها “استُخدمت أَسَاساً لتكونَ ذريعةً لتبرير التدخل العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ضد أنصار الله”، كما أنها لم تستطع حتى الحفاظَ على مقرها الرئيسي عدن الذي بات تحت سيطرة ما يسمى المجلس الانتقالي.
وأكّـدت الصحيفة أن السعودية “لم تخرج بشيء” من حملتها العسكرية ضد اليمن، وأنها “فشلت هي والإمارات في تدمير أنصار الله على الرغم من تفوقهما العسكري التقني وحرب الاستنزاف المدمّرة التي تقومان بشنها” فيما برزت في ذات الوقت براعة جماعة الحوثيين المسلحة التكتيكية والقدر الكبير من الدعم الذي تحظى به من سكان المناطق التي تحت سيطرتها”.
وأوضحت الصحيفة أن الهدفَ من الحرب التي تقودها السعودية كان “إبقاء اليمن تحت سلطة زعيم الرياض بالوكالة”، ولكن المملكة “لم تتمكّـن من إمساك العصا من منتصفها بعد إنفاقِ مئات المليارات من الدولارات على الحرب، ولم تحصل على أَي شيء مقابلَ “إنفاقها”، ولا حتى بيئة أمنية معززة بعد تطوّر القدرات العسكرية لأنصار الله، التي باتت الآن تقصفُ الأراضي السعودية بصورة منتظمة”.
وأشَارَ التقرير إلى أن وضعَ الفشل السعودي والتراجع الإماراتي، يُرجِّحُ ألّا تعودُ علاقة أبو ظبي والرياض ببعضهما كسابق عهدها.
وأضَافَ التقرير أن “الوضع الأمني في المملكة أسوأ مما كان عليه عندما بدأ الصراع” وأنه “من المُحتَّم أن تندفع المملكة العربية السعودية للخروج من الحرب لأجل إنقاذ ماء الوجه؛ وكذلك لأَنَّها أثبتت أنها غيرُ قادرة على تغيير الديناميات
في صالحها من تلقاء نفسها، لا سيما وأن جُلَّ عملها حُصِرَ في قصف اليمن فقط وعدم القتال حقاً على الأرض والسيطرة على الأراضي”.
وأختتم التقريرُ بالتأكيدِ على أنه بالرغم من عدم سيطرة أنصار الله على الأراضي اليمنية بأكملها حتى الآن، إلا أنهم لم يخسروا الحربَ، واصفةً ذلك بأنه “مقارنة مخزية للسعودية”.