خطابُ قائد الثورة ونصائحُه للمخدوعين
علي القحوم
تضمّن خطابُ قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- تساؤلاتٍ محوريةً وإجاباتٍ واقعيةً عن الأحداث والمستجدات، كما تضمّن مخطّطاً حكيماً للمرحلة القادمة، قوامُه تحصينُ أبناء الشعب اليمني وتثمينُ المكتسبات وتصحيحُ العثرات.
وما شدَّ انتباهي في هذا الخطاب هو الصدقُ والوفاءُ والوضوحُ، وهنّ من مميزات القائد السيد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- وكصفاتٍ ملازمةٍ له لا تفارقُه أبداً، فقد صدَقَ مع شعبه وانتهج معهم مبدأَ الشفافية والوضوح، وهذا ما جعل الشعب يبادلُه الوفاءَ بالوفاء والصدقَ بالصدق.
وأكّـد سماحةُ السيد القائد حفظه الله في الخطاب أَيْـضاً، على تعزيزِ عواملِ الصمود وجدوائيته، وقدّم نُصحَه للمنخدعين ممَّن ارتموا في أحضان المحتلّ أن يعوا الواقعَ، لا سيما والأحداثُ باتت ماثلةً، وتكشفت الحقائقُ واتضحت أهدافُ المحتلِّ، وما يجري في المناطق المحتلّة دليلٌ واضحٌ على أهدافه الشيطانية، الرامية إلى تمزيق النسيج الاجتماعي، والسيطرة على الثروة والجغرافيا والإنسان.
ورسم سماحةُ السيد عبدالملك -حفظه الله- خارطةَ طريق ترتكزُ على أمرَين لا ثالثَ لهما، الأول نحن متمسكون بحقنا في الدفاع عن بلدنا؛ وذلك للحفاظ على حُريتنا واستقلالنا مهما طال أمَدُ العدوان؛ ولهذا لن نكلَّ ولن نملَّ ولن تفتُرَ عزائمُنا في الدفاع عن أرضنا وديننا وكرامتنا، ما دامت غايتَنا الحريةُ والاستقلالُ، وهذا خيارٌ لا مناصَ منه ولا تنازلَ عنه أبداً أبداً.
والثاني أننا سنمضي في بناءِ دولتنا وتطويرِ أسلحتنا.
وهذا بفضل الله وفضل العقول اليمنية التي صنعت وطوّرت وابتكرت رغمَ الحصار المفروض على البلد براً وبحراً وجواً، إلا أنها اجتازت كُـلَّ الصعاب وتخطّت كُـلَّ المراحل، وبات هذا السلاحُ يشكل هاجسَ خوفٍ لدى الأمريكي والإسرائيلي وأدواتِهم القذرة من النظامين السعودي والإماراتي.
وبالتالي في موازين القوى، يدرك العدوُّ أنّ اليمنَ بات قوياً أكثرَ من ذي قبل، بل يفوقُ ذلك إلى وصوله لامتلاك سلاح كاسرٍ للتوازُن.
وهنا نقولُ لمن يرى أنه ذكيٌّ، ويقفُ موقفَ المتفرِّج على مبادئه التي تنهارُ ومرتكزاته التي تنهدمُ وهو لا يبالي، فهذا ليس ذكاءً بل هو الغباءُ بذاته، والموقفُ الصحيحُ الذي يتحَرَّكُ الجميعُ فيه هو الأخذُ بأسباب القوة والإعدادُ بالتزامن مع الصبر والتحمُّل، فالمعركةُ معركةُ وعي وعلينا أن نفهمَ ذلك.
في المقابل، شمل الخطابُ رؤيةً واضحةً على المستوى الداخلي والخارجي، والوضوحُ فيها يُسهِمُ في اتخاذِ المواقفِ التي لا يؤثّرُ عليها لا البُعدُ الاستراتيجي ولا البعدُ الأيديولوجي، لا سيما وأن الرؤيةَ نابعةٌ من عُمق المشروع الذي نتحَرّكُ فيه بأُفُــقٍ واسعٍ دون تقوقع أَو قيود مؤطرة، لا سيما في خضم العواصفِ العاتية التي اجتاحت بلدَنا والمنطقةَ؛ لتفرض واقعاً استعمارياً جديداً، مخلّفةً كوارثَ إنسانيةٍ مفجعة، لا سيما وهو يحاكي الواقعَ الذي نعيشُه اليومَ بعد عرض المخاطر والتهديدات والإمْكَانات.
هنا يجبُ الوقايةُ في تحصين الرؤية والمحافَظة على التوازُنِ قُبالة عدوٍّ لا يكترثُ بأيَّةِ أعراف إنسانية.