مدلولاتُ رسالة القائد للمرتزقة والمخدوعين
سعاد الشامي
متى ما أطلّ علينا السيدُ القائدُ عَبدُالملك بدر الدين الحوثي كالفلك الدائر والنجم السائر، يُدوّي صوتُه ويجولُ في رحابِ النفوسِ المتعطشة إلى بصائره المضيئة وأقواله النافذة.
أطلّ علينا وسحابةٌ من الحزن تغشى ملامحَ وجهِه المنير، وثورةٌ من مشاعر الاستنكار والعتاب تتملّكُ منطقَه الحكيمَ، متأثراً من تلك الجريمة النكراء التي أقدمت عليها دولُ العدوان واستهدفت الأسرى في محافظة ذمار.
لم يكن حديثُه مع المجرم والقاتل، فالقوةُ الصاروخيةُ لها معهم حديثٌ آخرُ، ولكن كان معظمُ حديثِه موجَّهاً إلى أولئك الخونة والمرتزِقة الذين ران الجهلُ على قلوبِهم فلم يتبصّروا، وغشى الكبرُ على بصائرهم فلم يتدبّروا، وَلم يستبينوا سبيلَ الحرية والكرامة، الذي ظلّ يدُلُّهم عليه في كُـلّ خطاباته منذ بداية العدوان، وَلم يحيدوا عن طريق الذل والهوان، الذي لطالما حاول أن يصُدَّهم عنه، ولكنهم بقَوا في وَحْلِ الخنوع مندفعين، وإلى دروب الارتزاق سابقين!!
ها هو اليوم يقرعُ بابَ النصح مجدداً، وهو القائدُ الحريصُ على كُـلِّ أبناءِ شعبه حتى الخائنِ منهم ليقولَ لهم:-
ماذا تنتظرون بعد هذا الإذلال الحقير، والتعامُلِ المنحطِّ، والاستهدافِ الممنهج لكم شمالاً وجنوباً؟!
ألم يحِنِ الوقتُ لترفعوا عن عيونِكم غِشاوةَ الغباء، وتمزّقوا عن عقولكم نسيجَ الأوهام؟!
أوَليست جريمةُ الأسرى وأحداثُ الجنوب أكبرَ شاهدٍ بأنّ لا قيمةَ لكم عندهم، وأنّ دماءَكم مستباحةٌ كبقية إخوانكم من أبناء هذا الشعب وَبلا استثناء؟!
متى ستدركون بأنكم مُجَـرّدُ سلعةٍ رخيصة، تباعُ وتشترَى في سوق العمالة ولمصلحة الغازي المحتلّ؟!
ماذا قدّمت لكم دولُ العدوان من تلك الوعودِ الكاذبةِ والأماني المعسولة غيرَ الذُّلِّ والمهانة، وقد بِعتم في سبيل استرضائها كُـلَّ قيمكم الوطنية والدينية والإنسانية والأخلاقية؟
كيف سُلبت رجولتُكم وتعطّلت فيكم نوازعُ الشرف والحمية والغيرة، وانتهت صلاحيةُ الإحساس في مشاعركم، وتلبّستم الإفلاسَ بهذا الصيت المدوي؟!
اليوم عليكم أن تراجعوا حساباتِكم الخاطئةَ تجاه وطنكم، وتبحثوا عن مبادئكم التي أضاعها الكبرُ وتملّكها الشرُّ، وتحاولوا التخلُّصَ من عارِ الخيانة والابتعاد عن خط العبودية، فإنْ لم تأبهوا للنصح واستخففتم بهذا الوضع المخزي، فترقّبوا سُوءَ العاقبةِ عندما تتنزّلُ عليكم صواريخُ الأعداء بما تستحقونه من النكال.