صنعاء تودّعُ بطلَ محور صعدة وابن تعز المقدام الشهيد اللواء أمين الحميري
في تشييع رسمي وشعبي مهيب لعدد من شهداء القوات المسلحة:
المسيرة: خاص
بعدَ مسيرة جهادية زاخرة اختتمها بقيادته لانتصارات كبيرة على الحدود اليمنية السعودية، شيَّعَ أحرارُ اليمن ، أمس الاثنين، بالعاصمة صنعاءَ، ليثَ محور صعدة وابن تعز المقدام الشهيد اللواء أمين حميد الحميري وعدداً من شهداء الوطن والقوات المسلحة.
وخلال مراسم التشييع التي تقدمها نائبُ رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات محمود الجنيد ونائب رئيس مجلس الشورى عبده الجندي وعضو مجلس الشورى اللواء أحمد الأشول ومساعد وزير الدفاع للموارد البشرية اللواء علي الكحلاني ورئيس هيئة العمليات اللواء الركن محمد المقداد وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والشخصيات السياسية والاجتماعية وأقارب الشهداء، أشاد المشيّعون بأدوار الشهيد الحميري ورفاقه البطولية في جبهات ومواقع العزة والكرامة وهم يدافعون عن الوطن.
وأكّـدوا أن قوافل العطاء ستستمر في رفد الجبهات بالرجال والعتاد حتى تحقيق النصر.
وجرت مراسمُ التشييع للشهداء الذين توشّحت جثامينُهم بالعَلَم الجمهوري بعد الصلاة عليهم بجامع الشهداء، حيث سار الموكبُ الجنائزي بجثامين الشهداء في موقف يجسِّــدُ أسمى معاني الوفاء والعرفان للتضحيات الجسيمة التي يجترحُها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة؛ دفاعاً عن الوطن ومواجهة المعتدين والغزاة ومرتزِقتهم.
وقد ووري جثمانُ الشهيد اللواء أمين الحميري بروضة الشهداء بالجراف، فيما نُقلت جثامين بقية الشهداء لتوارى الثرى، كُـلُّ شهيد في مسقط رأسه.
شارك في التشييع رئيسُ مصلحة خفر السواحل اللواءُ عَبدالرزاق المؤيد، وقائد الشرطة العسكرية العميد الركن محمد الحيمي، ومدير دائرة الاستخبارات العسكرية العميد الركن علي أبو حليقة، ومدير دائرة تقييم القوى البشرية العميد الركن عبدالعزيز صلاح.
ويعتبر الشهيدُ اللواء الحميري أحدَ عظماء القادة العسكريين الذين أوفوا بقَسَمِهم وانطلقوا ليدافعوا عن حياض الوطن بكل عزيمة وشجاعة، مسطّرين أروعَ الملاحم البطولية في سجل النضال اليماني ضد قوى الشر والاستكبار.
وفي حضرة الشهيد الحميري، نستعرضُ إحدَى مقولاته المأثورة التي ستظلُّ خالدةً في أذهان الأحرار، حيث قال للمرابطين في جبهة جيزان خلال الزيارة التي رافق فيها الرئيسَ الشهيد صالح الصمّـاد في عيد الفطر المبارك: “لقد شُرِّفت بكم هذه الأرض وستمرغون أنوفَ أعداء اليمن والإنسانية والكرامة والذين باعوا أنفسَهم للعدو”.
وأضاف الشهيد اللواء الحميري حينها: “حلول العام الثالث من العدوان والحصار جعلَ الشعبَ اليمني وأبطاله قادرين على الصبر والصمود مئاتِ السنين وجيلاً بعد جيل، ولا يمكن لشعب حر أبي أن يركعَ أَو يخضعَ للعدو الصهيوني السعودي المتمركِز في قصور الرياض بحماية الكومندوز الإسرائيلي الذي نصّب آخرَ ولي عهد لهم”.
وفي لقاء صحفي للشهيد الحميري مع صحيفة “لا” في أبريل الماضي، يتحدَّثُ عن تأثير الرئيس الشهيد الصمّـاد قائلاً: “عندما يجد المقاتل أن صاحب أعلى منصب سياسي في البلاد معه، عندما يأتي إليه ويقول له إن مسح الغبار عن أحذية المجاهدين أفضلُ من كُـلّ مكاسب الدنيا، ماذا تتوقعُ أن يكونَ ردُّ فعل الجندي والمقاتل? يزدادُ ثقةً بأن هذه هي قيادته، ويثق بأن قتالَه في سبيل الله وليس في سبيل سلطان، ولا في سبيل الحفاظ على كرسي الرئاسة. رئيس ينزل إلى الميدان بعيداً عن الكرسي ويأتي إليك بملابسه العادية بدون حراسة حاملاً بندقيته، يتحدَّثُ معك كمقاتلٍ وليس كرئيسٍ فيشعر المقاتل بالشموخ والإباء ويزدادُ اندفاعه للجهاد، هذه روحية القائد الصادق التي كنا افتقدناها من مدرسة النبي والإمام علي عليهم الصلاةُ والسلام”.
ويروي الشهيد الحميري بعضاً من مواقف زيارة الشهيد الصمّـاد للمرابطين في الجبهات، قائلاً: “مشينا مناطقَ كثيرةً جِـدًّا على أقدامنا هناك، كانت تقلنا سيارةَ موديل 86 وحين عجزت عن صعود تلك الطريق الوعرة قال لي الرئيس: أنا وأنت أثقل شخصَين في السيارة هيا ننزل نمشي، كنت أمشي معه وبشعورٍ غامرٍ لديَّ، لسنا رئيساً ومرؤوساً، بل أصدقاء وزملاء، كان في موقع رئيس الجمهورية ويمشي وكأننا لسنا في جبهة، والرصاصُ ينهالُ من كُـلّ جانب، بينما هو يتقدمُ إلى الواجهة المكشوفة للعدو ويتنقلُ بكل شجاعة وثقة بين المرابطين غير هيّاب ويمشي معنا ويتحَرّك في خط المواجهة بلا حراسة”.
ومع استشهاد اللواء الحميري تكون القوات المسلحة قد ضحت بأحد قاداتها العسكريين الأحرار؛ ليلتحقَ بزملائه العظماء الشهيد الملصي والشهيد القوبري والشهيد الحمزي وغيرهم من الأبطال.