صراعُ الانتقالي والإصلاح.. إثباتٌ للمحتل أيهما الأقوى
عبدالفتاح حيدرة
كَثُــرَ الهرجُ والمرجُ والتحليلاتُ لما حدَثَ في المحافظات الجنوبية خلالَ الفترة الماضية، والبعضُ أخرجَ لنا بطولاتٍ كرتونيةً للانتقالي، والبعضُ الآخرُ أخرج وحدويةَ حزب الإصلاح الزائفة، والمرتزِقةُ اليوم يسحقُ بعضُهم بعضاً في المحافظات الجنوبية؛ حتى يُثبِتَ كُـلُّ طرفٍ منهم أنّه الأقوى، وأنّه من يستحقُّ الجلوسَ على طاولة المفاوضاتِ أمامَ الحوثيين.
على الرغم من أنَّ كُـلَّ الذي حَدَث لا يتعدّى ولا يخرج من إطار تلك الصورة المذلة والمخزية لهزيمةِ دُويلة الإمارات في اليمن، بعد ظهورِ صُورِ قصفِ الطيران المسيّر لمطارَي أبو ظبي ودبي، ووصول طائرات “صمّـاد 3” وقصفِها محطةَ الشيبة السعودية على الحدود الإماراتية.
هذا ما جعلَ الإمارات تبحثُ لها عن مخرجٍ؛ لتخرُجَ بماءِ الوجه، خَاصَّةً بعد تهديدِ السيّدِ القائدِ الأخير، وهو الذي جعلها تركعُ ركوعَها المذلِّ، وهي تُوَقِّعُ على التزاماتٍ ومعاهداتٍ بقلم وزيرِ خارجيتها أمام إيران، كجزءٍ من وسيط حل في اللعبة الدولية بالمنطقة.
اتّفاقياتُ الإمارات مع إيران، كانت إلزاماً من بريطانيا وأمريكا للإمارات؛ للخروج من الحرب في اليمن، وإلا يكفي سربُ طيرانٍ مسيّر واحدٍ من نوعِ صمّـاد 3 اليمني، ليُخرِجَ منها كُـلَّ الشركات الاستثمارية ويدمر اقتصادَها بالكامل، وينتقل كُـلُّ المستثمرين بالإمارات إلى الجارة اللدودة قطر.
استجابَ الانتقالي لأوامرِ الإمارات، بينما الإصلاح أرادَ أن يُحسّنَ شروطَ هزيمته، وبإيعازٍ قطري أيضاً، وهذا جعل الإمارات تُخرِجُ غضبَها لتقصِفَ مِليشياتِ الإصلاح في نُقْطة العَلَم، وقطر لا زالت وسَتبقى منتقمةً من الإمارات، وتذل خروجها أكثرَ بواسطة حزب الإصلاح، الذي يريدُ إظهارَ نفسِه القوةَ الأكبرَ في الجنوب، وهو من يستحقُّ الجلوسَ أمام الحوثيين، بينما محاربتُه للانتقالي الإماراتي؛ هو من أجل إظهاره كقوةٍ كرتونيةٍ ولا يستحقُّ أن يتفاوَضَ معه أحدٌ أَو أن يجلسَ أمام الحوثيين.
أجملُ ما في الأمر -وقد قلتُ ذلك قبلَ عام- أنه عندما تُهزَمُ أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات في اليمن، ويحين موعدُ المفاوضات، سوف يتسابقُ الخونةُ والعملاءُ والمرتزِقةُ ليسحقوا بعضهم بعضاً في المحافظات الجنوبية؛ حتى يثبت كُـلُّ طرفٍ منهم أنّه الأقوى، وأنّه من يستحقُّ الجلوس على طاولة المفاوضات أمام الحوثيين، الكُلُّ أقزامٌ ووحدَهم الكبارُ هنا هم الحوثيون، كبارٌ يا أيها الحوثيون، كبارٌ حقاً، يا أيها العالم لمَن العزة اليوم؟