أطروحة فرنسية: أنصارُ الله أظهروا براعةً عسكريةً ودهاءً سياسياً
أكّـدت إيمانَهم بالشراكة وعدم صحة الدعايات الإعلامية حولهم:
المسيرة: متابعات خَاصَّة
توصّلت أُطروحةٌ فرنسيةٌ إلى أن أنصارَ الله في اليمن بارعون في السياسة ومنظَّمون على المستوى العسكري بشكلٍ مذهلٍ، خلافاً للداعيات الإعلامية المضلِّلة وحملات التشويه التي تطالُهم من قبل الإعلام المناهِضِ لهم بما فيها وسائل الإعلام الغربية.
الأُطروحة التي نشرها موقع “لوبي لوق” الفرنسي أعدتها “هانا بورتر” الباحثة والمحللة السياسية في شؤون منطقة الخليج تحت عنوان “خطابُ جماعة أنصار الله الإعلامي”.
وقالت الباحثةُ في أُطروحتها بأنه في الماضي وحتى وقت قريب تم تصويرُ جماعة أنصار الله على أنهم مجموعةٌ متمردة غير منظمة، وأن خِبرتَها الوحيدةَ محصورة في حرب العصابات، مضيفةً “أنه ومع مرور كُـلّ سنة من سنوات الحرب على اليمن أثبت أنصارُ الله في الواقع أنهم جماعةٌ تتمتعُ بالدهاء السياسي وتتخذ قراراتٍ محسوبةً بدقة في الرسائل العامة التي يوجهونها والعلاقات الدبلوماسية، بالإضافة إلى نجاحِهم في تشكيل حكومة واستطاعوا إضفاءَ جوٍّ من الشرعية عليها من خلال أدائها الداخلي واللقاءات التي تعقدها مع الدبلوماسيين في جميع أنحاء العالم”.
وأشارت الباحثة إلى أن خطابَ أنصار الله أكّـد أنهم جماعةٌ قابلة للتكيُّف، ولديها الاستعدادُ للدخول في شراكة مع خصومِها الداخليين.
ولفتت الباحثةُ الفرنسية إلى مرونة أنصار الله الدبلوماسية التي تترك الباب مفتوحاً للحوار مع الجهات الإقليمية، خصوصاً مع دول تحالف الحرب على اليمن للوصول إلى حَـلٍّ سياسي، فيما يركزن بشكل أَسَاسي على توجيه السخط نحو القوى الغربية الداعمة للحرب وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وأضافت أنه في هذا السياق “لطالما أكّـد أنصار الله استعدادَهم للدخول في حوار مباشر مع كُـلٍّ من السعودية والإمارات للتوصل إلى حَـلٍّ سياسي في وقت يجري الحديثُ أَيْـضاً عن إمْكَانيةِ إجراء محادثاتٍ مباشرةٍ مع الإدارة الأمريكية لإنهاء الحرب، وهو ما عبّرت إدارةُ ترامب عن رغبتها بالدخول في هذا الحوار.
وأشارت الباحثةُ في أُطروحتها إلى أن مشكلةَ عدم تحقّق الحَـلِّ السياسي في اليمن يكمُنُ في مبالغة خصوم أنصار الله من دول التحالف بشأن وجود نفوذ إيراني، وهو ما يتنافى مع الواقع.
وخَلُصَت الباحثة إلى أن البراعةَ السياسية والعسكرية التي أظهرها أنصارُ الله جعلت المراقبين الدوليين يؤكّـدون منذُ مدة طويلة على استحالة الحَـلّ العسكري في اليمن وأنه لا سبيلَ لإنهاء الوضع القائم إلا بالحل السياسي، مضيفةً “أنه وفي ظل الانقسام الذي ظهر مؤخّراً داخل التحالف السعودي الإماراتي يأتي بالمقابل أنصار الله في وضع يسمح لهم بالبقاء كقوة كبرى في اليمن وفي المستقبل المنظور”.