وزير الصحة يحيل عدداً من المنظمات الدولية إلى النيابة بتهمة الأدوية المنتهية والاستهتار بأرواح المرضى
كشف عن الصفقات المشبوهة لتلك المنظمات وإصرارها على شراء أدوية رديئة من الخارج بدلاً عن المصانع الوطنية:
المسيرة/ صنعاء
أحال وزيرُ الصحة العامة والسكان، الدكتور طه المتوكل، عدداً من المنظمات الدولية العاملة في اليمن إلى النيابة العامة؛ بتهمة الفساد والعبث بأرواح المرضى وإغلاق عدد من مخازن المنظمات، من بينها منظمة أطباء بلا حدود الهولندية بعد تقديمها شحنةَ أدوية منتهية الصلاحية.
وبحسب موقع “المجلة الطبية”، كشف الدكتور المتوكل خلال لقائه، أمس الأول الخميس، بتجار ومستوردي ومنتجي الأدوية، أنَّ أطباء بلا حدود الهولندية تقدّموا بطلب إلى وزارة الصحة بشأن إتلاف كميات كبيرة من الأدوية التي انتهت صلاحيتها خلال تكدسها داخل مخازنها، مُشيراً إلى اتخاذ حكومة صنعاءَ خطواتٍ بشأن منع دخول هذه المنظمة إلى اليمن بشكل نهائي؛ جراء استهتارها وفسادها وعبثها بأرواح الناس، بالإضافة إلى منظمة “هيومن أبل” الذي تقرّر منعها من دخول البلاد لذات السبب.
وأشَارَ وزير الصحة إلى طلب منظمة الصليب الأحمر بشأن إتلاف كميات كبيرة من الأدوية المنتهية داخل مخازنها، مبيناً أنَّ المنظمةَ تسببت في حرمان الشعب اليمني من الحصول على هذه الأدوية، الأمر الذي أَدَّى إلى انتهاء صلاحيتها داخل المخازن.
وقال الدكتور المتوكل بأن وزارتِه أعادت، أمس الأول الخميس، طائرةً تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود السويسرية من مطار صنعاء، بعد اكتشاف أنَّ الأدوية التي تحملها الطائرة على وشك الانتهاء، منوّهاً إلى أن الوزارة رفعت بشكاوىً قانونية إلى كُـلّ المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم؛ لمعرفة حقيقة تلك المنظمات وماذا تُقدّم للشعب اليمني من أدوية منتهية.
ولفت وزير الصحة إلى أن المنظمات الدولية تسببت في الإضرار بالإنتاج المحلي الدوائي؛ جراء عقدِها صفقاتٍ مشبوهةً والإثراء السريع لمسئولي تلك المنظمات على حساب الشعب اليمني، مضيفاً أنَّ تلك المنظمات تقوم بشراء أدوية رديئة كـ “أموكسيل” من إيطاليا ومن بلدان أُخرى بينما يتم إنتاجها هنا في اليمن بجودةٍ عالية، مؤكّـداً على تشديد الرقابة على كُـلّ المنظمات الدولية العاملة في اليمن وعلى رأسها الصحةُ العالمية والصليب الأحمر وأطباء بلا حدود، منوّهاً إلى أن المنظمات الدولية هي أكبرُ من ضرب الاقتصاد الوطني وسوق الدواء خصوصاً منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف؛ لأنهما لا يريدان الشراء إلا من الخارج.
ووفقاً لـ”المجلة الطبية” فقد نوّه الوزير المتوكل خلال اجتماعه بتجار الأدوية إلى الوضع المأساوي والمتردي الذي يعيشه السوق الدوائي في اليمن، موضحاً أنَّ البلد تحول إلى مكب نفايات للآلاف من تلك الأصناف الرديئة وغير الصالحة للاستخدام، مبيناً أن الوضع الدوائي يحتاج إلى ثورة حقيقية وإلى عملية استكشاف وتصحيح تبدأ من الصيدلية؛ كونها المخنقَ الحقيقيَّ الذي من خلالها يتم تشخيص الوضع.
وتحدث وزير الصحة عن وجود ما يقارب 20 ألفَ صنف من الأدوية المهربة والمزورة والمغشوشة غير المسجلة في الهيئة العليا للأدوية، يتم تداولها في أكثر من 176 صيدليةً في مديرية الوحدة بأمانة العاصمة، مبيناً أنَّ الصيدلياتِ المسجلة رسمياً في تلك المديرية فقط 142 صيدلية، أي أن هناك 34 صيدلية تعمل بدون تراخيصَ وبشكل غير قانوني، موضحاً أنَّ عدد الأصناف المسجّلة رسمياً لدى هيئة الأدوية في الوقت الراهن بلغ 7 آلاف صنف، يدور منها 3900 صنفٍ في السوق بشكل فعلي، ويشكل التنافس بين نصف تلك الأصناف.