الخسارةُ الرهيبة
لطيفة العزي
في ضوء ما تكلم به السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله عن أن الخسارة الرهيبة والبشعة التي قد يصنعها الإنسان لنفسه هي أن البعضَ ينطلق في سبيل الطاغوت ويجعلُ من روحه ضحيةً بجانب قوى الشر العملاقة، فهذه هي الخسارة العظيمة عينها: عندما ينطلق البعض يقاتل في صفوف الباطل، وَيخسر خسارتين عظيمتين: وهي الدنيا، والآخرة.. عندما ينطلقون ليصطفّوا في صف الباطل ويستبيحوا دماء أبناء وطنهم، ويساعدوا في إدخال الغازي إليه ويجعلوا من إخوانهم، وأطفالهم، ونسائهم فريسةً للعدو الأكبر الذي لا يبالي بأرواح البشر، فقلة الأهلية والوعي لدى البعض هي التي تجعله ينطلقُ بكل استجابة للعدو الخارجي وَيساعدُهم في سفك دماء الكثير من أبناء بلدهم.
أعتقد أن الجميع شاهد ما فعلته أيادي العدوان الخبيثة قبل أيّام قليلة بحق مرتزِقتهم وهم في صفوفهم وبجانبهم اعتدوا على أرواحهم وَأزهقوها وأثبتوا لهم أنهم كانوا أدوات رخيصة استعانوا بها والآن لا يهمهم أمرُهم، فهذه هي الخسارة الحقيقية، عندما ننطلق مع مجرمين وسفاحين لا تهمهم أرواحنا فبدلاً عن أن يكونوا لهم عوناً ويساعدوهم ويخرجوهم من السجون ويبادلوا بهم الأسرى بالأسرى يمحونهم من الأرض، وَيثبتون لهم بهذه الجريمة البشعة أن أرواحهم ليست مهمةً وليسوا مهمين، المهم من هذا وذاك هي تصفية أرواحهم وأرواح أبناء الشعب اليمني بشكل عام، الذي جعل من إيْمَـانه صموداً أسطورياً تحدى به طواغيت الأرض.
صمودٌ أبهر به قوى الشر، فهم يفعلون الكثير والكثير ويحشدون معاداتهم؛ لتدمير هذا البلد الذي وقف وقفةً قوية أمام من تجب معاداتهم الذين قرّرتهم آيات القرآن وهم قرن الشيطان أمريكا وإسرائيل ومرتزِقتها؛ لذلك فهذا الشعب من منطلقه القرآني العظيم سينصُرُه اللهُ وسيحقّق اللهُ وعودَ آياته التي جاءت من أعظم قانون وأصدق دستور.