الحالُ والمآل في المحافظات المحتلّة
د/ هشام محمد الجنيد
إن الأحداثَ التي وقعت من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ضد وكلائهم من المليشيات والمرتزِقة في عدن وأبين وشبوة ومأرب هي عملٌ منسقٌ وواضِحٌ بين أصولها تهدفُ إلى تأسيسِ الثأرات والأحقادِ بين فئات المجتمع، وتمزيق النسيج الاجتماعي، ورغم ذلك لم تصحُ هذه المليشياتُ الإجرامية ولم تتوجّـهْ ضد هذا العدوان، بل وصل الغباءُ والذلُّ فيها إلى إعلان المهزوم منها ولاءَه للمنتصِر (في ظنها)؛ لأَنَّ واقعَها وعُمقَها مُجَـرّد أدوات رخيصة مُجَـرّدة من القيم الأخلاقية والإنسانية، هي مُجَـرَّدُ أدواتٍ تابعةٍ لأدواتٍ رخيصة تابعة للعدوان الأمريكي الإسرائيلي، ومشروعها محصورٌ في إطار محاربة الحَــقّ والعدالة. وبناءً على ذلك فإن سيطرةَ ما يسمى بالمجلس الانتقالي على عدن وأبين وفقَ عملية ميدانية مفبركة تعني الانتقالَ من السلطة الوهمية لما يسمى بالشرعية إلى السلطة الوهمية لما يسمى بالمجلس الانتقالي.
لقد باتت سيطرةُ الفلول الإجرامية على وشك نهايتِها؛ نظراً لعدة أسبابٍ، منها:
– إدراكُ المواطنين الأحرار في المحافظات المحتلّة بل وفي جميع محافظات الجمهورية، لحقيقة هذه المليشيات وتبعيتها للغازي المحتلّ.
– إدراكُ اليمنيين أهميّة ووجوب التضحيات الجهادية في سبيل الله التي بذلَها رجالُ الله المؤمنين لأجل استقلال اليمن وبناء مستقبله.
– زيادة وتنامي التوجّـه الجهادي والتحرّري للمواطنين الأحرار في الوقوف ضد وجود العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وضد مليشياته ومرتزِقته في المحافظات المحتلّة.
– تغيُّرُ معادلة الردع وقواعد الاشتباك في تفوق القوات اليمنية الدفاعية ضد العدوان السعودي.
– استمرارُ عودة الكثير من المغرّر بهم من صف العدوان ومن وراء الحدود ومن الساحل الغربي وغيره إلى حضن الوطن.
ولا غروَ أن هذه العوامل الحاصلة في المحافظات المحتلّة ستؤدي إلى إلحاق إخواننا المجاهدين في سبيل الله الهزيمةَ الساحقة بهذه الفلول؛ لتصبحَ كُـلُّ أرجاء التراب الوطني تحت قيادة جهادية واحدة، والتوجّـه في مسارٍ جهادي موحَّدٍ لجميع المحافظات في نطاقِ المسيرة القرآنية؛ لنشر رياح الحرية والعدالة إقليمياً ودولياً وفي ظل تماسك محور المقاومة الإسلامية.