مصادقة سعودية إماراتية جديدة على مشروع التقسيم: لا عودة للإصلاح إلى عدن
بيانٌ مشتركٌ يثبّت سيطرةَ مليشيا “الانتقالي” ويوجّه حكومة المرتزقة بإلقاء السلاح
المسيرة | متابعات
في مؤشر جديد على توجّـههما نحو تثبيت مشهد التقسيم في المحافظات الجنوبية، أعلنت كُـلٌّ من الإمارات والسعودية، أمس الأحد، “استجابةَ” حكومة المرتزِقة ومليشيات ما يسمى “المجلس الانتقالي” لـ”حوار جدة” التي دعت إليه الرياض، والذي بات يمثلُ محطةً لـ”شرعنة” وتكريسِ سيطرة المليشيات الإماراتية على عدن تحت مظلة تحالف العدوان، وتقليص نفوذ حزب الإصلاح وحكومته وتحجيم تواجدهم في محافظات معينة، ضمن خطة التقسيم الجغرافي التي كشفتها بوضوح المواجهاتُ العسكرية التي دارت في عدنَ وشبوة وأبين خلال الأسابيع الماضية، والتي تعتبر بوابةَ المشروع الأمريكي لتقسيم اليمن بأكملها.
الإعلانُ السعودي الإماراتي الجديد، جاء خلال بيان مشترك صدر، أمس، وجّه كلاً من حكومة المرتزِقة ومليشيات “الانتقالي” بوقفِ جميع الأعمال العسكرية، والعمل مع “اللجنة السعودية الإماراتية” المشتركة لـ”وقف الفتنة”.
توجيهٌ يوضح مجدّداً أن المعركة بين حكومة المرتزِقة ومليشيات الانتقالي ليس مسموحاً لها الوصولُ إلى حالة “استعادة المناطق” أَو تحقيق حسم عسكري لأي طرف، وهو ما يعني أن طموحات حكومة المرتزِقة الحالية بالعودة إلى عدن باتت، رسمياً، خارجَ الحسابات، وأن تعويلَ الإصلاح على السعودية في إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل المواجهات، أصبح مجرّدَ أملٍ محطَّم لا سبيلَ لتحقيقه، بعد تأكيد الرياض لأكثرَ من مرة أنها متوافقةٌ مع أبو ظبي على رسم الخارطة الجديدة التي تتضمنُ طردَ الإصلاح من عدنَ بلا رجعة.
وكانت السعودية قد أشارت قبل أيامٍ إلى مواصَلة توجّـُهها نحو اعتبار سيطرة المليشيات الموالية للإمارات على عدن أمراً واقعاً، حيث أصدرت بياناً منفرداً وصفت فيه الصراعَ بين حكومة المرتزِقة ومليشيا الانتقالي بـ”الفتنة” وَ”الأزمة”، فيما أكّـد السفيرُ السعودي في اليمن، محمد آل جابر، “تقديرَ بلاده لخصوصية القضية الجنوبية” في إشارة إلى مباركة سيطرة مليشيات الانتقالي على عدن وطرد مرتزِقة الإصلاح منها، وهو الأمر الذي أضاف تأكيداً رسمياً على أن السعودية والإمارات أدارتا الصراع بين أدواتهما المحلية؛ للوصول إلى مشهد التقسيم الحاصل.
ردودُ أفعال كُـلٍّ من مرتزِقة الإصلاح والانتقالي على البيانات والتصريحات السعودية والإماراتية توضحُ أَيْـضاً طبيعةَ التوجُّـهِ نحو تثبيت مشهد التقسيم، فبالنسبة لـ”الانتقالي” جاءت كُـلُّ تلك البيانات والتصريحات لتكرسَ سيطرتَه على عدن؛ ولذلك كان يبادر دائماً بالترحيب بأي شيء.
أما الإصلاحُ فقد جاءت ردودُ أفعاله مرتبكةً؛ لتعكسَ صدمتَه من توافق السعودية والإمارات على التخلّي عنه كممثلٍ حصري لحكومة الفارّ هادي، ولو أنه لا يعارِضُ مشروعَ التقسيم إطلاقاً؛ ولذلك بالرغم من تصريحات العديد من أعضاء حكومة المرتزِقة برفضِ الذهاب إلى حوار جدة، والتوعّد بالعودة إلى عدن عسكرياً، إلا أن البيانَ المشتركَ الأخير أكّـد ترحيبَهم بالحوار، وهو ما يُثْبِتُ مجدّداً أن السعودية والإمارات ترسمان الأسبابَ والنتائجَ، وأن رغباتِ وآمالَ الأدوات المحلية لا تؤثر، وقد كشفت جولاتُ المواجهات الأخيرة في عدن وشبوة وأبين، أن أيَّ طرف من المرتزِقة لا يستطيعُ تحقيقَ أي تقدُّمٍ خارج الحصة الجغرافية المحدّدة له من قِبَلِ الرياض أَو أبو ظبي.