المرأة هدفٌ للعدوان
صارم الدين مفضل
عشراتُ الآلاف من النساء اليمنيات تم قتلُهن وإصابتُهن وتشريدُهن طوالَ خمس سنوات من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن دون أن نسمعَ صوتاً واحداً يُدينُ المجرمَ ويُطالبُ بمحاكمته لإيقافه عند حَدِّه.. لكن عندما يقومُ واحدٌ من طرف اليمن يقتلُ زوجتَه أَو ابنتَه أَو أختَه، يضُجُّ العالَمُ كُلُّهُ ويطالبُ بحماية المرأة من انتهاكات أهلها وذويها..!!
لماذا يصمُتُ العالمُ عن جرائم حرب ضد الانسانية ولا يهدأ أمام حالات فردية هنا أَو هناك؟ صحيحٌ أن هذه الحالات تشكّل جرائمَ يستحقُّ مرتكبوها العقابَ عليها، ولا تعني المقارنةَ هذه بأي حال استباحة حَــقّ المرأة في الحياة ما لم ترتكب جريمة يعاقب عليها القانون وفق إجراءات محاكمة عادلة..
لكن ما يثيرُ الضحكَ والسخريةَ هو انكشافُ وانفضاحُ مزايدات حكومات العالم (المتحضر) ومعظم منظماته الحكومية وغير الحكومية عندما تلتزم الصمتَ أمام حالة عدوان غاشم يرقى لمرتبة جرائم حرب بحقِّ شعبٍ بأكمله طوال خمس سنوات من القصف والتدمير والحصار.. مقابلَ الضجيج الإعلامي والاضطراب الدبلوماسي تجاه حالة هنا أَو حالة هناك لجريمة يعاقبُ عليها القانون أصلاً..
وهو ما يثيرُ الريبةَ والشكَّ حَـدَّ التأكيد بوجودِ أجندات خفية وراء هذه الضجة والتحَرّكات المكثّـفة؛ ربما بغرض التأثيرِ على نفسية النساء والظهور أمامهن بمظهر المحب والحريص عليهن.. فيما قد يكونُ الواقعُ هو استخدامَهن لافتعال حراكٍ مناوئ للحركة العامة التي تقودُ البلدَ والأمةَ باتّجاه مواجهة العدوّ وإنشاء جيل متحصّن وقادر على مواجهة كُـلّ الأخطار والمؤامرات الخارجية؛ باعتبَارِ المرأة المسلمة والواعية أولَ خطوطِ التعبئة العامة..
من هنا ندركُ أهميّةَ الدور الذي قد تضطلع به المرأةُ اليمنية في ظل العدوان كما في الأزمات والحروب، فهي إما أن تكون مصنعاً للرجال الشرفاء والأحرار الذين يكون لهم دورٌ في الدفاع عن بلدانهم والإسهام في بنائها وتطويرها وتحقيق النفع لأبنائها.. وإما أن تكون المرأة معولَ هدم بيد أعداء الأمة تتأثرُ بإعلامهم ومناهجهم إلى أن تسيرَ وَفْــقَ مشاريعهم وأولوياتهم وتتأقلم معهم وصولاً للعمل معهم في تدمير بُنية بلدها من الداخل بدءاً بالنساء والشباب وانتهاءً بالمجتمع كله!!
وهنا نتوجّـهُ للمرأة اليمنية بشكل عام أن تحرِصَ على نفسها أشدَّ الحرص من خلال الاهتمام بما يأمُرُها رَبُّها ودينُها وبما يهم بلدها وشعبها، مثلُها في هذا مثلُ الرجل الذي لا تقلُّ درجةً عنه في حملِ هذا الهَمِّ الديني والوطني الكبير، بغضِّ النظرِ عن الخصوصيات أَو الأنشطة والمشاريع والأعمال التي ينطلقُ فيها كُـلٌّ منهما..
كما عليها أن تتنبَّهَ للمخاطر المحدِقة بها في شتى المجالات والاتّجاهات؛ بغيةَ إيقاعها في شِراك العدوّ الخبيث الذي يسعى للتأثير عليها والاستفادة منها بطرق ووسائل شتى قد تدركُها وقد لا تدركُها، وهنا الخطورة، حيث تعتقدُ أنها إنما تعملُ ما هي مقتنعةٌ به ومستعدةٌ للتضحية من أجله، غيرَ مدركة ولا مستوعبة لما تحقّقه من فائدة ومردود مباشر وغير مباشر لصالح العدوّ.