“فريق الخبراء” يفضحُ العدوان مجدّداً: صنعاءُ تجاوبت معنا و”التحالف” منعنا من الوصول إلى اليمن
رئيس الفريق يؤكّـد:
– سلطة صنعاء وحدَها ردت على أسئلتنا و”التحالف” لم يسمح لنا حتى بلقاء بعض اليمنيين في مصر
بعد أيّام من صدور تقريره الذي وثّق عَدَداً من جرائم السعودية والإمارات وحكومة المرتزقة:
المسيرة | خاص
أكّـدت نتائجُ ومُجرياتُ الجلسة التي عقدها مجلسُ حقوق الإنسان التابعُ للأمم المتحدة بشأن اليمن في جنيف، أمس الثلاثاء، مسؤوليةَ تحالف العدوان ومرتزِقته عن ارتكاب جرائم الحرب المتنوعة التي وثّق بعضَها التقريرُ الأخير للخبراء الدوليين، حيث كشف رئيسُ الفريق خلال الجلسة أن دول “التحالف” ومرتزِقتها عرقلوا عملَ الخبراء بشكل واضح ومتعمد، ومثّل هجومُ ممثل حكومة المرتزِقة على تقرير الفريق خلال الجلسة، اعترافاً ضمنياً بصحة ذلك، بعد أن كان ناطقُ العدوان قد اتخذ نفسَ الخطوة قبل أيّام، في موقفٍ يوضح مدى الفضيحة الواسعة التي بات “التحالف” متورط بها أمام العالم، ومدى إفلاسه في محاولة إنكار جرائمه.
رئيسُ “الخبراء” يكشف كواليس إعداد التقرير
بحسبِ مصادرَ مطلعة، فقد استمع المجلسُ لتقرير فريق الخبراء الدوليين بشأن اليمن لمدة ساعة ونصف ساعة، وبعد ذلك، أوضح رئيس الفريق كمال الجندوبي أنه تم خلال العمل على التقرير، إرسال أسئلة لتحالف العدوان وحكومة المرتزِقة، ولسلطة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء.
وكشف الجندوبي أن فريق الخبراء لم يتلقَّ ردوداً على تلك الأسئلة إلا من سلطة المجلس السياسي الأعلى، فيما امتنع تحالف العدوان وحكومة المرتزِقة، وهو الأمر الذي يفضحُ سعيَ العدوان لإخفاء جرائمه والتهرب من انتهاكاته التي وثق التقرير جزءاً منها، وتضمنت المجازر الجماعية والتجويع والحصار.
الجندوبي أكّـد أَيْـضاً أن سلطة المجلس السياسي الأعلى “وافقت على زيارة المناطق الخاضعة لسيطرتها”، فيما “لم تتعاون” السعودية ومصر وحكومة الفارّ هادي مع فريق الخبراء “منذُ صدور التقرير السابق” ومنعته من الوصول إلى اليمن وكذا من “اللقاء ببعض اليمنيين في مصر”.
وَأَضَــافَ الجندوبي أن دولَ العدوان وحكومة المرتزِقة “زرعت الخوفَ” في نفوس الشخصيات التي أراد الفريق أن يلتقيَها.
هذه المعلوماتُ تكشفُ وبوضوح أن تحالفَ العدوان عمل على عرقلة عمل لجنة الخبراء بشكل متعمد وفاضحٍ؛ بغرض التستر على جرائمه، في مسعىً للتنصل من تبعات تلك الجرائم والانتهاكات، كما تنسفُ هذه المعلومات كافةَ الادِّعاءات التي يروِّجُها تحالفُ العدوان عادةً حول عرقلة عمل الأمم المتحدة في اليمن من قبل سلطات صنعاء.
العدوانُ يتهربُ من الفضيحة: التقريرُ لم يعجبنا!
ممثلُ حكومة المرتزِقة في المجلس، أضاف بدوره تأكيداً آخرَ على صحة هذه المعلومات، حيث لجأ إلى مهاجمة تقرير الفريق الأممي بشكل مباشر، ووصفه بـ”المسيس” وأكّـد أن حكومة الفارّ هادي “غيرُ راضية عنه” لكنه لم ينكر منعَ الخبراء من الوصول إلى اليمن، ولم يبرّر عدم الرد على أسئلتهم.
والواقع أن موقفَ ممثل حكومة المرتزِقة جاء امتداداً لموقف ناطق تحالف العدوان قبل أيّام، حيث اتهم تقريرُ الخبراء بأنه “يفتقد للمصداقية”؛ لأَنَّه وثق عَدَداً من الانتهاكات وجرائم الحرب التي ارتكبها “التحالف” ومرتزِقته.
وبإضافة هذا الهجوم الذي يشُنُّه تحالفُ العدوان وحكومة المرتزِقة على تقرير لجنة الخبراء، إلى المعلومات التي كشفها رئيسُ الفريق، يتشكّل في المشهد اعترافٌ واضحٌ من السعودية والإمارات ومرتزِقتهما بارتكابِ كُـلّ أنواع الانتهاكاتِ التي وردت في تقارير لجنة الخبراء السابقة واللاحقة.
ويقودُ ذلك بالضرورة إلى إعادة التذكير بما احتوت عليه تلك التقاريرُ، حيث أكّـد التقريرُ الأخير، على سبيل المثال لا الحصر، أن كُـلًّا من السعودية والإمارات وحكومة المرتزِقة متورطة بارتكاب جرائم حرب متنوعة في اليمن، بدءاً بشن هجمات على المدنيين، ومروراً بـ”استخدام التجويع كسلاح حرب” ومضاعفة المعاناة الاقتصادية على الشعب اليمني؛ بفعل إجراءات الحصار الجوي والبري والبحري، وصولاً إلى ممارسة انتهاكات بشعة بحق المواطنين والمعتقلين في مختلف المناطق المحتلة وفي السجون السرية للعدوان، وتضمنت تلك الانتهاكات “اغتصابات جماعية وفردية” و”تعذيباً” و”انتهاكاً للكرامة الشخصية” و”إخفاءً قسرياً” وفَظائعَ أُخرى.
التقرير الأخير تضمن أَيْـضاً إشارةً إلى مسؤولية الدول الداعمة للعدوان أَيْـضاً، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، حيث أوضح أنها قد تدخل في دائرة المساءلة؛ لتورطها في جرائم الحرب التي يرتكبها تحالف العدوان؛ بسَببِ دعمها المتواصل له بالأسلحة.
وكانت تقارير سابقة للجنة الخبراء قد كشفت ووثقت العديد من أمثال هذه الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها تحالف العدوان ومرتزِقته في اليمن، خلال الفترات السابقة، وهو الأمر الذي جعل من هذه التقارير تمثل سلسلة فضائح رسمية للسعودية والإمارات ومرتزِقتهما وداعميهما أمام العالم، وبالتالي دفع بهما إلى اتخاذ مواقف عدائية واضحة ضد فريق الخبراء في محاولة مكشوفة للتهرب من هذه الفضائح.
وتتضح دوافع الهجوم الذي يشنه تحالف العدوان ومرتزِقتُه على تقرير لجنة الخبراء أَيْـضاً من خلال ردود الفعل على التقرير، والتي شهدت جلسة مجلس حقوق الإنسان، أمس، بعضاً منها، حيث أكّـد ممثل دولة سلوفاكيا، إدانته لاستخدام التجويع كسلاح حرب، وهو الأمر الذي ورد ضمن جرائم العدوان التي وثقها التقرير.
كما جدّدت منظمة العفو الدولية مطالبتها “بحظر بيع الأسلحة” إلى تحالف العدوان، وهو الأمر الذي طالب به التقرير الأخير أَيْـضاً.
وهكذا، فإن الموقف العدائي لتحالف العدوان ومرتزِقته إزاء تقرير الخبراء، ولجوءَه إلى منعهم من الوصول إلى اليمن، يأتي كمحاولة للحيلولة دون رؤية العالم لجرائمه وانتهاكاته التي يرتكبها في اليمن، خَاصَّة وأن تقارير لجنة الخبراء تحمل مصادقة الأمم المتحدة، وهو ما يجعل منها إدانةً دولية رسمية تحاصِرُ تحالف العدوان ورُعاته وكلَّ الأطرافِ والدولِ المرتبطة به.