على خُطَى أصحاب الحُسين
عبدُالله هاشم السياني
في ظِلِّ العدوانِ المتوحِّشِ نقولُ: إن كُـلَّ أيامنا نحن -اليمنيين- صارت عاشوراءَ وكلَّ أرضٍ لنا كربلاء، بينما تقولُ الأممُ المتحدةُ والمنظمات الإنسانيةُ الدولية في توصيفها لما يجري وجرى في اليمن بأنه أكبرُ كارثة إنسانية في هذا القرن.
فمن منظورنا كحسينيين الأمورُ لدينا محسومةٌ وواضحةٌ، فنحن نعيشُ مبادئَ الحُسين ومظلوميتَه ونسيرُ على نهجه في المواجهة والشجاعة ونستمدُّ من روحه وإيمانه عواملَ الصمود والمقاومة، ومن مدرسته المضحيةِ في سبيل الله وفي سبيل خَلاصِ ونهضةِ المستضعَفين ومقارَعة الطغاة والمتجبرين، نقتفي أثَرَه، ولا غرابة في ذَلك، فنحن أحفادُ الأنصارِ الذين ناصروا رَسُــوْلَ الله وأعزَّ اللهُ بهم الدينَ، وآباؤنا هم الذين التفوا حولَ الإمام الحُسين في كربلاءَ عند مواجهته لطاغوتِ يزيد وبن زياد وخذله الناس.
ومن يقرأ زيارةَ الإمام الحُسين -عَلَيْــهِ السَّــلَامُ- التي تعدّد أصحابَه الذين استشهدوا سيجد الحميري، والنهمي، والخولاني، والهمداني، والأصبحي، والأرحبي، والمذحجي، والكندي… إلخ، وسيدرك من خلال تلك الأسماء عظمةَ الأُمَّـة اليمنية وعظمةَ قبائلها، ومن يقرأ كتابَ أصحاب الحُسين للعالم الكبير محمد مهدي شمس الدين سيجد أن ٤٢ من أصحاب الحُسين الذين استشهدوا بين يديه تعودُ أصولُهم للقبائل اليمنية من شمالها وجنوبها وشرقها وغربها.
ولذا فإن شعورَنا بأن كُـلَّ أيامنا عاشوراء في ظل هذا العدوان المتوحش وكل جبهة لنا هي كربلاءُ، يختزلُ طبيعةَ المواجهة التي نخوضُها مع تحالف الشرِّ (أمريكا، إسرائيل، السعودية، الإمارات) ويحدّد أهدافَها وبإذنِ الله نحن من سيحدّدُ نهايتَها بالنصرِ المُبينِ بفضل الله وكرمِه؛ باعتبَارِها فرصةً إلهيةً لا كارثة بشرية.