الإيمـانُ بمنهجية الثورة الحُسينية رسم مؤشراتِ النصر على العدوان
د. هشام الجنيد
لقد أجمَعَ عظماءُ التاريخ الأحرار وعظماءُ المفكرين والكُتَّــاب في العالم على عظَمة مكانة الإمَـام الحُسين -عَلَيْـهِ السَّــلَامُ- وعن عظمة مبادئ الثورة الحُسينية. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: الكاتبُ الفرنسي فيكتور هوجو، الذي كتب: (أصبحت مبادئُ الثورة الحُسينية منهاجاً لِكُــلِّ ثائر يريد أن ينتزع حقَّه من ظالميه). كذلك قال الزعيم الهندي راجيف غاندي: (يجب أن ننظرَ إلى الحُسين والسائرين على دربه من عظماء العالم نظرةَ احترام وتقديس؛ لما حملوه من مبادئَ ساميةٍ وأفكارٍ رائعةٍ). وعلى إثر إيْمَـان قائد الثورة الهندية غاندي بمنهجية ثورة الإمَـام الحُسين -عَلَيْـهِ السَّــلَامُ- التحرّرية استقلت الهند من الاحتلال البريطاني.
وسِــرُّ نجاح الثورة الإسْــلَامية التي أوصلت الجمهورية الإسْــلَامية الإيرانية إلى مستوى العزة والقوة الشاملة على المستوى العالمي وإحباطها مخطّطات وحصار أعداء القُــرْآن والأمة الإسْــلَامية وعلى رأسها النظامُ الأمريكي إنما يُعزَى إلى استلهام مبادئ الثورة الإسْــلَامية من مبادئ الثورة الحُسينية. وكذلك الأمر استلهمت ثورة اليمن السبتمبرية 2014م من مبادئ الثورة الحُسينية.
ومن هذا المنطلق، مثّلت مبادئُ ثورة الإمَـام الحُسين -عَلَيْـهِ السَّــلَامُ- التي من أهمِّها الدفاعُ عن الدين المحمدي وإصلاح أوضاع الأُمَّــة وتحريرها من وطأة أعداء القُــرْآن الظالمين والمنافقين مثّلت أَهَــمَّ أهداف الثورة السبتمبرية 2014م لاستقلال اليمن من وطأة الأعداء؛ لبنائه في إطار استراتيجية وطنية ومن منطلق قرآني.
إن مبادئَ الثورة الحُسينية ومظلوميةَ كربلاء هي المدرسةُ التي يتعلَّمُ منها المظلومُ كيف ينتصر، وهي النموذجُ الجهادي التي وقفت ضد عدوِّ الله يزيد الذي ظل -كأسلافه الأمويين وأتباعه- في تحريف الدين. ومن هذه المدرسة غرست قوةَ العزيمة الإيْمَـانية والثبات في صد وإجهاض الجيش واللجان الشعبيّة والأحرار مخطّطات وعدوان وحصار العدوان السعودي الأمريكي الشامل بقيادة قائد الثورة المجاهد العَلَم/ عبدالملك بدر الدين الحوثي نصَرَه الله، وهي المدرسة الجهادية النموذجية للدفاع عن مبادئ الدين لإصلاح أوضاع الأُمَّــة وتوحيدها وهو مسارُ القيادة السياسية للدولة، وهي نموذجُ الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله التي منها رُسِّخت قوة الصمود الأسطوري، بل وتحقيق مؤشرات النصر على العدوان بتغيير معادلة الردع وقواعد الاشتباك في تفوق القوات اليمنية لتظلَّ المواقعُ العسكرية والحيوية للعدوان السعودي الإماراتي تحت رحمة الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية. ومن أبرز الأمثلة على مؤشرات النصر محاولاتُ وطلب العدوان الأمريكي التفاوضَ المباشرَ مع قيادة الجمهورية اليمنية.