مشروع المصالحة الوطنية يصُبُّ في مصلحة الجميع
ماجد جدبان
خمس سنوات من الحرب والدمار والدماء، خمس سنوات دفع الشعبُ اليمني فيها بالغَ التضحيات، ورغم الجراح والمآسي إلا أن الشعب اليمني ومن منطلق مبادئه وأَخْــلَاقه وثوابته تعالَى على كُـلّ الجراح.
فمشروعُ المصالحة الوطنية قدّم شاهداً بأن سمة اليمنيين هي العفوُ عند المقدرة. ولم تأتِ هذه المبادرات واليمنيون في موقع الضعفِ، بل من موقع القوة والمنعة. ولقد أثبتت الأيّامُ ذلك. فالطرفُ الآخر هو الذي يعيشُ حالةَ الانحطاط والتفكك والانحدار وأذياله وأوصاله تتقطعُ وتتقهقر إلى الوراء.
وتجدر الإشارة أن قرار العفو العام كانت مقدمةً تثبت صدقَ النوايا نحو مشروع المصالحة الوطنية الكبرى.
فالمصالحة الوطنية تعني أن ينخرطَ اليمنيون جميعاً في بوتقة واحدة ووعاء واحد اسمه الوطن. فالوطنُ يتسع للجميع. وقد يمثل مشروعُ المصالحة الوطنية فرصةً كبرى لجميعِ الأطراف والفئات اليمنية والفرقاء السياسيين؛ للانضواء تحت سقف واحد. ودعوة الجميع إلى التنازل لبعضهم البعض؛ لما يخدم مصلحة الوطن. وتشكيل لجنة وطنية متماسكة تؤسّسُ لمرحلة يخرجُ فيها اليمن منتصراً ومستقلاً؛ ولكي تحفَظَ له سيادتَه وسياسته الداخلية وعلاقته مع الخارج بمستوى الندية. واحترام السيادة اليمنية وتمهد لبناءِ لُحمة وطنية جديدة من خلالها يستعيدُ اليمنُ مؤسّساتِه وبناه التحتية التي دمّــرها العدوان. ويستعيد وحدتَه وأصالتَه التي شتّتها ومزّقها تحالف دول العدوان. ومن خلالها يكونُ للدولة والشعب قرارُهما وحريتُهما وبناء دولتهم التي أراد لها تحالفُ الشر أن لا تكونَ. وعلى قاعدة “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” والتي دعا إليها وتبناها الشهيدُ الصمَّــاد ودعا اليمنيين من خلالها مقدِّماً نفسَه شهيداً مع آلاف الشهداء والجرحى؛ لإرساء دعائمها والعمل من خلالها كمشروعٍ كبير وعظيم فضح زيفَ مَن يدعون إلى الشرعية والديمقراطية والبناء لليمن. وهم في نفس الوقت يسعَون لتدميره وتفكيكه وزرع الفُرقة والعنصرية بين كُـلّ أبنائه.
وحقيقةُ الأمر أن المشاريعَ الهدَّامة التي سيقت، لها الكثيرُ من الذرائع كُشِفَت للعلن وأرست القناعةَ لدى الكثير من المنخرطين في صَـفِّ العدوان؛ لتفكيك اليمن وتمزيقه.
ولذا فقد رأوا في مشروع المصالحة الوطنية الأملَ الوحيدَ لمواجهة كُـلّ هذه المؤامرات، ناهيك عن موقعِ القوة التي وصل إليها الجيشُ اليمني ولجانه الشعبيّة من خلال تجاربِه في سنوات العدوان عليهم المتمثلة في التصنيع العسكري، وتطوير الأسلحة ومَدَيَاتها البعيدة والمتوسطة والتوصل إلى تصنيع المنظوماتِ الصاروخية الدفاعية والهجومية والجوية، ومنظومات أُخرى جديدة، وهو تطورٌّ مثّلَ بحقٍّ دفعةً قويةً لاندفاع بعض المخدوعين التراجع إلى صَـفِّ الوطن وانضمام البعضِ الآخر إليه ليعيشَ مرفوعَ الرأس بكامل حريته في وطن قوي يغمرُه التعاوُنُ والإخاءُ والسلامُ والتعايُشُ السلمي، وليس فيه مكانٌ للعمالة والخيانة والتشتُّت والوصاية والأقلمة.