وستبقى كربلاء
أمل المطهّر
لم تغبْ عنّا كربلاءُ يوماً فهي ما زالت حاضرةً بيننا، نشهد أحداثها ونرى شخصياتِها، لم تغب كربلاء فمنذ كربلاء الحسين في صحراء نينوى وَكربلاء الحسين في جبال مران، وها نحن الآن نعيشُ كربلاءَ اليمن المحاصَرِ المقاومِ للظلم والاستبداد.
ها نحن أمام حسينيين أحرار، يشعلونها ثورةً متفجرة في وجه يزيدي العصر، ها نحن أمام هيهاتَ أُخرى تجسّدت في شعب اليمن الذي رفضَ الذُلَّ مهما عظمت وكبرت التضحيات.
ها نحن أمام أهل بيت الحسين بشجاعتهم وقوة إيْمَــانهم واستبسالهم في نُصرة الحق بتلك الهيبة والعِــزَّة القُــرْآنية في طليعة الشهداء والمجاهدين، ها هم أصحابُ الحسين في كُـلّ الجبهات أسوداً حيدريين، لا يخافون في الله لومةَ لائم، ويرفضون الإذعانَ لشلة يزيد، ويتمسكون بحسين عصرهم دونما فكاك.
ها هنّ الآلاف من زينبيات العصر، يقفن بثباتٍ بصبرهن وقوةِ إيْمَــانهن ووعيهن كجبالِ اليمنِ الشامخةِ، يرفضن بيعةَ الظالم ويقدمن الفداءَ في سبيل القضية والمنهجية.
هذه هي كربلاءُ بذاتها، يراها العالمُ بأسره في اليمن، فكيف غابت وهي حاضرة في المواقف والتضحيات وتجديد العهود والثبات على المبادئ.
فمن كربلاء الطفّ امتدت كربلاء اليمن، ومن انتصار المظلومية وانتصار الدم على السيف تجلّت الآيات، ومن خوف الطغاة وزلزلة العروش يُعرف حجم وقوة ثورات الأحرار، وستبقى كربلاءُ حتى زوال الطغاة.