نشطاء سياسيون وإعلاميون وأكاديميون: سنوحّدُ بوصلةَ الأقلام المحلية والدولية لفضح جرائم العدوان والحصار
في استطلاع لصحيفة المسيرة حول الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء:
ممثلةُ اليمن في الأمم المتحدة: العدوانُ على اليمن كشف نفاقَ المنظمات الدولية وزيف شعارات المجتمع الدولي
المسيرة | خاص
في ظلِّ حصارٍ خانقٍ تفرضُه دولُ تحالف العدوان منذ ما يقارب الأربعة أعوام على أبناء الشعب اليمني الصابر والذي خلف نتائج كارثية ومآسيَ إنسانية، صارت أعداد حالات الوفاة للمرضى المحتاجين للسفر إلى العلاج؛ بسَببِ إغلاق مطار صنعاء في تزايد مستمر، ناهيك عن الحالات الإنسانية الحرجة والأُخرى العالقة في الخارج، وكل ذلك سببه إغلاق مطار صنعاء ظلماً وعدواناً، ضمن استراتيجية العدوان والحصار التي يحاول بها تحالف الشر إركاع اليمنيين.
ومن وسط كُـلّ هذه المعاناة ومن عمق الوجع انبثقت الحملة الدولية لفك حصار مطار صنعاء، وهي حملة شعبيّة ودولية تبناها كُتّاب ومفكرون وإعلاميون وناشطون من داخل اليمن وخارجه صبوا أفكارهم في وعاء واحد ورصوا صفوفهم وتكاتفوا لإيصال المظلومية.
واستشعارا للمسؤولية تحَرّكوا في إطار هذه الحملة للضغط على دول العدوان والمجتمع الدولي لفتح مطار صنعاء، في حين تعتبر هذه الحملة وهذا التحَرّك كوجه من أوجه مقاومة العدوان على اليمن وتحَرّك شعبي هام جِـدًّا في هذه المرحلة والتطورات التي تحدث في أرض المعركة بكل مقاييسها.
ولتسليط الضوء حول الحملة الدولية لفك الصحار عن مطار صنعاء الدولي أجرت صحيفة المسيرة استطلاعاً مع أعضاء ومؤسّسي الحملة الدولية وعدد من النشطاء المحليين والعرب، وكانت الحصيلة كالتالي:
الغاية من الحملة تعرية العدوان أمام العالم وإثبات مظلومية اليمن:
مشرف الحملة الكاتب والناشط حميد عبدالقادر عنتر أكّـد أن الحراك الشعبي للمطالبة بفتح مطار صنعاء جاءت بعد استمرار العدوان في غيه إزاء ما يتعرض له المرضى المحتاجون للعلاج في الخارج من معاناة كبيرة.
وأكّـد عنتر في تصريح خاص لصحيفة المسيرة أن “النخب السياسية والإعلامية والأكاديمية ومراسلي القنوات والصحف والوكالات العالمية والكتاب والكاتبات اليمنيين تحَرّكوا في الحملة من أجل إيصال رسالة للعالم بمظلومية اليمن”.
وأوضح أن العديد من النشطاء اليمنيين والعرب على تواصل وتنسيق مستمر؛ لإنجاح هذه الحملة عبر الخروج بنتائجَ لصالح الشعب اليمني الذي يكابد الويلات جراء العدوان والحصار وسط الصمت الدولي المفضوح.
خِطَّـةُ الحملة:
فيما يؤكّـد عضو اللجنة العامة للحملة الدولية لفك حصار مطار صنعاء عَبدالرحمن الشعباني أن ” خطتنا لهذه الحملة تأتي في إطار المسار السياسي الذي رسمه قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه”، مُشيراً إلى أن “الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي هي حركة شعبيّة مستقلة، وهي عمل جهادي وإنساني بحت، كما هو موضح في بيان الإشهار وكما هو واضح من خلال الهاشتاق للحملة”.
وتطرق إلى أن “العمل على مناشدات شعوب العالم؛ للاطلاع على مظلومية الشعب اليمني وما يتعرض له من حصار ظالم دون أي مبرر قانوني أَو أخلاقي، جاء لمخاطبة الشعوب بعد أن أصرت الأنظمة على وقوفها مع تحالف العدوان سواءً بالصمت أَو بالمشاركة الفعلية، مؤكّـداً أن أمريكا هي المهندس الفعلي للعدوان.
وحول المدة الزمنية للحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء المعلن عنها قال الشعباني: إن “الحملة تصعيدية ومخطّط لها ومرتب لها جيداً، وهي على مراحل متعددة”.
وأكّـد أن “المرحلة الأولى بدأت بالإشهار والتدشين للحملة، وسنعمل بالتعاون مع كُـلّ النشطاء والإعلاميين والكتّاب من مختلف الجهات الرسمية والشعبيّة والمهتمين في الداخل والخارج للحشد العالمي؛ للتضامن مع قضية حظر مطار صنعاء، والقضية اليمنية بشكل عام”.
وأوضح أن “هناك تضامناً ملموساً من قبل هذا، لكن سيكون بإذن الله تضامنا أكبر وبشكل أوسع بحيث تتجه بوصلة الأقلام كلها في اليمن وفي مختلف دول العالم العربي والأجنبي إلى تحالف العدوان لتعريته وفضحه ومهاجمته بكل أشكال الكلمة (تغريدات- منشورات- مقالات) وبشكل مركز جداً”.
وشدد على أن “هذا كله لإبلاغ الحُجة التي يوجب علينا دينُنا الإسلامي وقرآنُنا الكريم القيام بها، وكذا أخلاقنا وإنسانيتنا”، مؤكّـداً أنه “في حال لم تستجبْ دولُ التحالف لهذه المطالب التي هي مطالبُ ذاتُ طابع إنساني بحت، فإن رجال الميدان من المجاهدين الأبطال سيقومون بدورهم اللازم لإجبار تحالف العدوان على التراجع عن غيه”.
مظلومية الشعب اليمني وموقعه دفع الآلاف داخل وخارج البلد للتفاعل مع الحملة:
وعن مدى التفاعل الشعبي داخل اليمن وخارجه مع الحملة من قبل النشطاء والإعلاميين أكّـد المنسق العام للجنة عبدالرحمن إسماعيل الحوثي أن الحملة لاقت “التجاوب الكبير من قبل كُـلّ الأحرار في الداخل والخارج وكذلك بعض الجهات الحكومية التي أبدت استعدادها لدعم الحملة, وفي الأول والأخير طالما أن الهدف هو جهاد في سبيل الله؛ دفاعاً عن الشعب فسيهيئُ الله من حيث لا نعلم ولا نحتسب”.
من جهتها قالت الناشطة والإعلامية الفلسطينية عريب أبو صالحة: “أتفاعل وأشارك الشعبَ اليمني في حملة “ارفعوا الحصار عن مطار صنعاء”؛ لأَنَّ هذا العدوان ظالم”.
وأضافت عريب أبو صالحة في تصريح خاص لصحيفة المسيرة “أتضامن مع اليمن؛ لأَنَّي عربية واليمن أصل العرب؛ ولأني مسلمة واليمن مسيرته قرآنية؛ ولأني إنسانة، وَهذا الحصار ينتهك كُـلّ معايير الإنسانية”، مشيرة إلى أن “آلاف اليمنيين المرضى توفوا؛ بسَببِ حرمانهم السفر عبر مطار صنعاء للعلاج في الخارج”.
واستطردت بالقول: “العدوان على اليمن يأخذ أشكالا متعددة ويصعّد في مختلف الجوانب، والحصار المفروض وإغلاق مطار صنعاء إحدى هذه الجبهات ولا يقل خطورةً وشراسةً عن القصف والتدمير اليومي بل يفوق عليه؛ لأَنَّ عددَ ضحايا الحصار تجاوز الذين استشهدوا وجُرحوا؛ نتيجة الضربات الجوية كُـلّ يوم حسب تقارير أممية وتقارير وزارة الصحة في اليمن “.
وأوضحت أن “كل ساعتين تتوفى امرأة يمنية وأكثر من مليون امرأة يمنية في حالة خطر؛ بسَببِ مضاعفات الحمل والولادة الناتجة عن إغلاق المستشفيات ونقص التمويل ضمن استراتيجية هذا الحصار الجائر”.
وتابعت “استخدم العدوان استراتيجية أُخرى وهي القتل بالتجويع عبر منع دخول المواد الغذائية الضرورية للأطفال والكبار والسماح للأمم المتحدة بتوزيع الأغذية الفاسدة ومنتهية الصلاحية!”.
واختتمت تصريحها بالقول: لذلك يحتم عليّ ومن واجبي الشرعي والعربي والإنساني أن أقف مع اليمن واليمنيين وأشارك بكل الحملات لرفع الحصار وإيقاف العدوان وإنقاذ اليمنيين من الموت، عاملة هشتاق “ارفعوا الحصار عن اليمن”.
الأمم المتحدة شريكٌ في جرائم العدوان بصمتها المخزي والمفضوح:
بدورها قالت المحامية الحقوقية وممثلة اليمن في الأمم المتحدة أم كلثوم باعلوي: “يسعدني ويشرفني أن يكونَ لي دور في أية حملة ضد العدوان علي بلدنا وأنا دائماً مستعدة أن أبذل جهدي للمشاركة في أي عمل لدعم بلدنا وأهلنا المظلومين من هذا العدوان الصهيوني الخبيث”.
وأكّـدت أن حملة المطالبة بفتح مطار صنعاء “تهمني جِـدًّا وهو دوري كمندوبة اليمن في الأمم المتحدة؛ لأَنَّ إغلاق المطار هو مساس بسيادة الوطن الذي تمنعه كُـلّ القوانين الدولية”، مضيفةً “لم تحَرّك الأمم المتحدة ساكناً بخصوص هذا الانتهاك الجسيم لسيادة دولة اليمن بإغلاق مطار العاصمة، مما يؤدي إلى مأساة إنسانية كارثية خطيرة وسقوط ضحايا من الأبرياء بأرقام مرعبة”.
وتابعت بالقول “في هذا الضوء يحق لنا أن نقول: إن الأمم مشتركة في تأسيس واستمرار أسوأ كارثة إنسانية في العالم من صنع قوى الشر والاستكبار”.
واختتمت تصريحاه بالقول: “ومن جهتي سأبذل كُـلّ جهدي لأقومَ بالواجب كعضوِ هذه الفِرقة المباركة ولن نتوقفَ حتى فتحِ المطار قريباً بإذن الله تعالى”.