البُنيانُ المرصوص
ماجد جدبان
جنّد منافقو العرب وعلى رأسهم النظام السعودي في سنوات الحرب الماضية على الشعب اليمني ومنذ بداية عدوان التحالف السعودي والأمريكي عليه مالم يجنده الحلف الأطلسي في الحرب العالمية الثانية وجيش ما لم يجيشه هتلر في حربه مع الأمريكان والبريطانيين ورغم ذَلك التجنيد والتحشيد والتحالف وتجييش المرتزِقة من كُـلّ أصقاع الأرض؛ لغزو اليمن وتدميره بكل غرور وتحدي إلّا أنه وبفضل الله لم يتحقّق لهم إلّا الدمار والخسائر والهزيمة والفشل والتحول من موقع الهجوم والقوة إلى موقع الدفاع والضعف والتراجع سياسياً وعسكرياً.
كما أن النظام السعودي وتحالفه المشؤوم لم يسعَ بهمجيته للتحشيد من كُـلّ بقاع الأرض للعدوان على دول الجوار وشعوبها وغزوها من أجل إعادة ما يسميها الشرعية فهو يقاتلها في سوريا أَو من أجل الوحدة والأمن فهو من يسعى لتناحر الشعوب وتخويفها بالحروب والمشاكل والفتن ولو لم يكن النظام السعودي ما كانت في العراق وسوريا واليمن وهي من أقدم الدول حضارة وأعظمها تاريخ وبناء وتنمية.
كُـلّ ثروات الدنيا وثرائها وملكها لا تساوي شيئاً عندما تسخره لخدمة اليهود والنصارى.
لكن روحك ومبدئك ودينك وأرضك وحريتك وكرامتك وعزتك هي التي من خلالها يجب أن تضحي وتقدم ليرضى الله عنك لأنها من تبني جيوش وتهدم أُخرى.
عندما يكون قائدك من يضحي ويقدم ويقسم قسماً بأن “رأسه فداء للشعب” الذي يقوده للنصر هنا تتحطم الآليات وتحترق وتتبخر الالوية وَالجيوش والفيالق وتبقى صواريخهم عاجزة ومحبطة أمام جزيل الكلام والعهد والوفاء للشعب والقيادة، قسماً تهتز له الضمائر لتبني وتحمى وتفي بالوعد الذي وعد به الله في كتابه (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) ويقف خلفه رجال في الثغور والصفوف والميادين كالبنيان المرصوص يقودهم إلى آيات الله ونصره ووعده وَيؤمهم في محراب الجهاد في سبيل الله والدفاع عن أرض الله وحرمات الله.
يحبهم وينصرهم بوعده ويحبونه ويدعونه أن ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل هنا يتحَرّك البنيان في صفوف وجنود جندوا أنفسَهم لله وللوطن من قاعدة (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ).
ومع هذا التوجيه الإلهي وَالقسم الجهادي يتحَرّكُ أبطالُ الجيشِ اليمني؛ لبناءِ نفسِه من هذا المنطلق ومن هذا المشروع، محقّقين الانتصاراتِ التي لم تكن لولا حبُّ الله لهم ووعده بأن ينصر الدينَ والمستضعفين بهم وَحب الله لهم وتوليهم لله ورسوله والذين آمنوا يتحَرّك القبائل والشعب بكل ثقة، مغنين أغنيةَ النصر والعزة والكرامة التي حرمتهم منها أنظمةُ العرب التي اتجهت لتولي اليهود والتحَرّك كأجندة لهم في كُـلّ بلد عربي؛ لهدم ما بناه الإسلام في قوته وقيَمه ومبادئه والأسس التي من خلالها تبتني دولٌ وتهدم أُخرى.. وما ذَلك على الله ببعيد.