اليســــارُ الكــــاذب
أيمن حسـن مجلـي
كان اليسارُ مشكلةً من المشاكل التي يواجهها الاستعمار والرجعيةُ في مجتمعاتنا العربية، وقد بذلت الإمبريالية العالميةُ وحلفاؤها من الحكام العرب، جهوداً كبيرةً؛ لوأد الاتّجاهات اليسارية في الوطن العربي المُنَادية بالعدالة الاجتماعية والحرية والثورة، واستعملت الأنظمة الرجعية العميلة، وفي مقدمتها النظام السعودي الوهّابي، كُـلّ الوسائل المادية والمعنوية الإرهابية وغير الإرهابية؛ لكي تُضعِفَ أَو تقضيَ على اتّجاهات اليسار في الوطن العربي كله، ذلك أن اليسارَ العربي منذ نشأته قام على فكرتين أَسَاسيتين هما: التحرير الوطني والاشتراكية، وكلتا الفكرتين تعنيان التخلُّصَ من الاستعمار والحكام الرجعيين المحتكرين للسلطة أَو الثروة والقدرة على الاستفادة من الاستقلال الوطني ببناء مجتمع قوى قادرة على الخروج من التبعية الاستعمارية اقتصادية واجتماعية.
نشأ اليسارُ العربي الحقيقي في أحضان النضال الوطني والفكر العلمي؛ ولذلك لم يعرف الخطب الرنانة ولا الشعارات الجوفاء ولا الأقنعة الزائفة، بل بدأ من تحليل الواقع وإدراك أبعاده والعمل على تحريكه إلى التغيير التاريخي بواسطة القوانين الموضوعية، ومن هنا وضع أيدي المواطنين العرب على نقطة الانطلاق الصحيحة وهي الصراعُ الطبقي والتفكيرُ العلمي العقلاني في كُـلّ شأن من شئون الحياة.
كما دأب اليساريون على تقديم دراسات موضوعية شاملة وعميقة عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي في بلدانهم حتى يلم المواطن بحركة المجتمع واتّجاهاته.
ولكن الآن: تغيّرت الصورة وتبدل الواقع.
اليساريون الكاذبون يشتركون مع القوى الاستعمارية والرجعية في إعلان الحرب على أوطانهم وتدميرها وغزوها واحتلالها والإبادة الجماعية لشعوبها.