عملياتُ توازن الردع تُفقِدُ دول البترودولار توازُنَها
إسماعيل السراجي
لم يألُ جهداً قائدُ المسيرة القرآنية السيدُ عبدُالملك بدرالدين الحوثي في توجيه النُصح وكذا التحذيرات لدول تحالف العدوان على رأسها السعودية، بأن الاستمرار في عدوانها وحصارها على اليمن سيكلفها خسائرَ كبيرة، وستوجَّـهُ لها ضرباتٌ استراتيجية، ولكنّها أبت إلا الاستمرار، رغم أن تحذيرات قائد الثورة تتسمُّ بالمصداقية وأن قوله يتبعه العملُ، فينما كثّـفت دول العدوان عملياتِ ارتكاب المجازر بحق المدنيين في اليمن، وصعّدت من حصارها للشعب اليمني، وجدت نفسَها اليوم أمام ضربات استراتيجية ألحقت بها خسائرَ لم تكن لها في حسبان.
عمليةُ توازن الردع الثانية التي هزّت عالم البترودولار وصعقتهم وأرغمتهم على إيقاف أكثر من نصف إنتاجه من النفط،، لن تكونَ الأخيرة، وفقاً للتأكيدات التي صدرت عن الجيش اليمني واللجان الشعبيّة، طالما استمرت دول العدوان في حصارها وعدوانها على الشعب اليمني.
إذاً فقد كانت عمليةُ الرابع عشر من سبتمبر الحالي الخيارَ الوحيدَ أمام الشعب اليمني الذي سيُرغم دول العدوان على وقف عدوانها وحصارها ضده، ضارباً عرض الحائط كُـلّ أشكال الإدانات التي صدرت من الدول الداعمة للعدوان، والتي كانت نفسها تغفل الحديثَ عن المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان بحق المدنيين.
دوماً تعتمدُ السعودية في حربها على الدعم الأمريكي، بَيْدَ أن الأخير في نفس الوقت يعتبرها البقرة الحلوب التابعة له، وكان لزاماً على الجيش اليمني أن يوجه ضربة مزدوجة، إذ أن عمليتي توازن الردع الأولى والثانية قد أخلتا بتوازن الولايات المتحدة، وألحقتا خسائرَ كبيرة في ضرع بقرتها الحلوب، ما جعل الرئيس الأمريكي يخرج عن طوره ويدلي بعدة تصريحات تارة يهدد إيران وتارة يتخلى عن السعودية وتارة أُخرى يتباها بمخزونه النفطي وأن لا حاجة لنفط السعودية.
كان ترامب عقب عملية بقيق وخريص قد أكّـد أن هذه العملية استهداف للاقتصاد الأمريكي، والعالم، وهذا التصريح يأتي مصداقا لما قاله قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك الحوثي، في خطابه حول آخر التطورات عقب عملية توازن الردع الأولى التي استهدفت حقل الشيبة على الحدود مع الإمارات، بأن استهداف مصافي النفط في السعودي يُعتبر استهدافا للضرع الأمريكي الحلوب.
جن جنون ترامب عندما شعر أن هذا الضرع بدأ يجف، وخرج بتصريحات يطالب فيها السعودية أن تدفع أموالاً أكثر لمواصلة تقديم الحماية لها، وإن كانت تلك الحماية لا تفيد، إذ أنه على الأرض فشلت كُـلّ الدفاعات الأمريكية المتطورة من اعتراض أَو حتى اكتشاف الطائرات اليمنية المسيّرة، التي دكت مصافي النفط السعودية.
إذن فشلت الحماية الأمريكية وبدأ ضرعها الحلوب بالجفاف، وعمليات توازن الردع مستمرة، وسيجد النظام السعودي نفسه بلا حماية ولا اقتصاد، وتخلى أمريكي عنه، ولا حل أمامه سوى التوقف عن عدوانه وحصاره لليمن، لو كان يعقل..!.